tgoop.com/aapp2233/18340
Last Update:
رابعًا: المَكانُ: ويَتضمَّنُ عَلاقتَيِ:
1- المَحلِّيَّةِ: وهِي أنْ يُذكَرَ المَكانُ ويُرادَ به مَنْ يَحُلُّ فيه، كقَولِه تعالى: وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
فإنَّ إخْوةَ يُوسفَ لم يَطْلبوا مِن أبيهم أنْ يَسألَ القَريةَ جُدْرانًا وبُيوتًا وأرْضًا، وإنَّما أرادوا سُؤالَ أهْلِها مِنَ النَّاسِ، وسُؤالَ أصْحابِ العِيرِ والرَّاكِبين عليها، لا سُؤالَها نفْسِها وهِي لا تَعقِلُ.
2- الحاليَّةِ: وهُو أنْ يُذكَرَ الحالُّ بالمَكانِ ويُرادَ المَكانُ نفْسُه، كقَولِه تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ
فإنَّه أراد: ففي الجنَّةِ، لكنَّه ذكَر الحالَّ فيها؛ فإنَّ أهْلَ الجنَّةِ قد نزَلتْ عليهم رحْمةُ ربِّهم وبها نالوا النَّعيمَ والأجْرَ الجَزيلَ.
على أنَّ هذه العَلاقاتِ ليست الوَحيدَةَ في المَجازِ المُرسَلِ، فهناك عَلاقاتٌ أخْرى؛ مِثلُ:
1- الآلَةِ: وهِي إطْلاقُ آلةِ الشَّيءِ وإرادتُه نفْسِه، كقَولِه تعالى: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ أراد: ذِكْرًا حسَنًا، واللِّسانُ آلَةُ هذا الذِّكْرِ، فلا يكونُ الذِّكرُ إلَّا باللِّسانِ، ونَظيرُه قولُه تعالى: وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا والقَرينةُ هنا اسْتِحالةُ تَصوُّرِ أنْ يَجعَلَ اللهُ له تعالى لِسانًا بعدَ انْقِضاءِ أجَلِه في الآخِرِينَ.
وتقولُ أيضًا: ضرَبتُ الرَّجلَ سَوطًا، تُريدُ: ضرَبتَه ضَربةً بالسَّوطِ، فأطْلَقتَ الآلَةَ وأردْتَ الشَّيءَ نفْسَه .
2- المُجاوَرةِ: وهِي إطْلاقُ الشَّيءِ وإرادَةُ المُجاوِرِ له كقولِك: ناوِلْني الرَّاويةَ، تُريدُ: قِرْبةَ الماءِ، معَ أنَّها في الحَقيقةِ وصْفٌ للحامِلِ لها الَّذي يَسْقي النَّاسَ، فاسْتُعمِلتْ في القِرْبةِ مَجازًا.
وتقولُ: كلَّمتُ الجِدارَ والعَمودَ، تُريدُ: الشَّخصَ المُجاوِرَ لهما، فأطْلَقتَ الشَّيءَ وأردْتَ ما بِجوارِه. والقَرينةُ فيهما اسْتِحالةُ أنْ تَتناوَلَ الرَّجلَ عَينَه، أو أنْ تُكلِّمَ الجِدارَ والعَمودَ أنْفُسَهما
BY لغة الضاد والأضداد للرخصة المهنية .
Share with your friend now:
tgoop.com/aapp2233/18340