tgoop.com/ab_saer/957
Last Update:
نِعَمُ الله وألطافُه الدائمة المتوالية تجعلك دائما تتجه نحوه سبحانه وتعالى وحده، وكأنها تنبيه دائم للعبد أنه لا فلاحَ ولا نوال لمطلوبٍ أو حصول خير أو دفع شر إلا به سبحانه وتعالى، وأنه لا أمل ولا رجاء إلا فيه، ولا هداية ولا سداد إلا به، هو وحده، مسبب الأسباب ومالك الأرض والسماوات والعالِم بخفايا النفوس ومآلات الأقدار.
وكأنِّي بأحدنا إذا ركن إلى شيء غير الله تعالى أتاه ذا الخاطرُ ليذكره أنه في كل ما مضى من حياته لم يكن ليفعل شيئا إلا بالله؛ فحين خِفْتُ هنا لم يُؤَمِّنِّي إلا الله، وحين رجوتُ هذا الأمرَ وكانت الأسباب الظاهرة ضد حصوله؛ لم يأْتِنِي إلا بكرم الله وفضله وتوفيقه، وحين أَرَدتُّ هذا الأمر فلم يُقَدِّرْه الله لي؛ كان ذلك من حفظ الله ورعايته.
وهذا في أكبر الأمور وأصغرها، حتى أدق التفاصيل؛ إذا تأملها العبدُ وَجَدَ من ألطاف الله ما لا يحصيه وما يُخْجِلُه من كرم ربه سبحانه وتعالى ويُرَسِّخُ في نفسه أن من فاز بعون الله ومَدَدِه لم يَنْقُصْه بعد ذلك شيءٌ.
BY أنفاس معرفية
Share with your friend now:
tgoop.com/ab_saer/957