tgoop.com/ab_saer/975
Last Update:
عيوب التصنيف الإحصائي للأديان:
التصنيف الإحصائي للأديان هو تصنيف الأديان حسب أعداد المؤمنين بها والتابعين لها.
ومن عيوب هذا التصنيف:
أولا: أن أهمية الأديان وقيمتها لا تقاس بعدد التابعين لها، [فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي يأتي يوم القيامة وليس معه أحد]، كما أن بعض الأديان ذات فكر ديني متدنٍ جدا ومع ذلك لها أتباع كثر، وبعضها ذات [قدر] من الفكر الديني الراقي لكن أتباعها قليلون لأنها لا تسمح بدخول أحد فيها، وبعضها أتباعها قليلون لكنها ذات تأثير كبير في ديانات أخرى أتباعها أكثر، كالزرادشتية فإنها أثرت في اليهودية والمسيحية.
ثانيا: أن هناك مشاكل تحول دون دقة هذه الإحصاءات، ومنها:
١- التعصب الديني الذي يَنسب إلى بعض الأديان أعدادا غير حقيقية، كالإحصاءات الغربية التي تنسب إلى المسيحية دائما أعدادا أكبر من غيرها.
٢- تضارب وتعارض نتائج الإحصاءات التي تجريها جهات متعددة تابعة لأديان مختلفة.
٣- عدم وفرة الإمكانات لإجراء الإحصاءات في بعض الدول، وبالتالي يُعتمد كليا على الإحصاءات الغربية المتحيزة للمسيحية.
٤- تداخل بعض الأديان واختلاطها في بعض مناطق العالم، بحيث يصعب الفصل بين أتباعها، كما هو الحال في أديان شبه القارة الهندية.
٥- وجود بعض الفرق التي تجمع وتخلط بين مفاهيم عدة أديان بحيث يصعب الحكم على هويتها الدينية، كالبهائية والقاديانية.
٦- استقلال بعض المذاهب والفرق داخل الدين الواحد استقلالا تاما، بحيث لا تدرجهم الإحصاءات ضمن دياناتهم الأصلية، كما هو الحال في الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية داخل المسيحية.
٧- الانتماء الشكلي لبعض الأديان، وهذا واضح جدا في الغرب والاتحاد السوفييتي المنحل، فقد انتشرت العلمانية والإلحاد والشيوعية، ورفضتْ جماعاتٌ الدينَ رفضا تاما، ورغم ذلك فإن الإحصاءات الغربية تحصي الغرب بأكمله داخل إطار المسيحية.
٨- مشكلة تحديد الانتماء الحقيقي للدين، فقد نجحت بعثات التنصير المسيحية في إدخال أعداد كبيرة في المسيحية بالإغراء المادي البحت والخدمات الاقتصادية والتعليمية والطبية، فدخل في النصرانية أعداد كبيرة لم تفهمها أو تقتنع بها.
٨- عدم إمكان ضبط حركة انتشار الأديان وما ينتج عنها من تحول ديني للأفراد.
٩- هجرة الأفراد من بلد لآخر، فيصعب تتبع الأعداد الحقيقية لأتباع الأديان المهاجرين، وقد تكون الهجرة دائمة أو مؤقتة، مع إمكانية تكرار الإحصاء بالنسبة للعديد من الأفراد.
١٠- حركة ردة بعض الأفراد عن أديانهم ودخولهم في أديان أخرى.
[ملخص من كتاب (تاريخ الأديان، دراسة وصفية مقارنة) للدكتور محمد خليفة حسن، ص ٣٧-٤٠، مع تصرف يسير].
BY أنفاس معرفية
Share with your friend now:
tgoop.com/ab_saer/975