•|[ كُنَّاشَةُ المَنْهُومِ المُسْتَهَامِ ]|•

•|| القسم الأول: قبر ابن تيمية تـ728هـ بين السياسة والتاريخ: محاولات نبش قبره في عهدين لـ:«آل سعود»: الملك عبد العزيز آل سعود تـ1373هـ، والملك فهد آل سعود تـ1426هـ.

قال ياسين بن مصطفى الجعفي، البقاعي ثم الدمشقي، الحنفي الماتريدي تـ1095هـ في رسالته «نبذة لطيفة في المزارات الشريفة الشامية» (اللوحة:12-ب، 13-أ/برنستون: 2307) ما نصه:
[والشيخ ابن الصلاح -رحمه الله- على حافة الطريق، وقبره معظم عليه الهيبة والوقار، والشيخ ابن تيمية -رحمه الله- أيضًا في وسطها من بستان الأعاجم، وعلى قبره هيبة ووقار ... والشيخ عماد الدين ابن كثير القرشي البصري، تلميذ ابن تيمية، دفن عند شيخه ابن تيمية -رحمهم الله تعالى-].

قلتُ:

أولاً: امتدت «مقبرة البرامكة/الصوفية» قديماً على مساحة واسعة غرب قلعة دمشق، لتشمل أراضي بين نهري بانياس والقنوات وصولاً إلى قرية المزة، ومع تداول الزمان، وتوسع العمران، ضُمت أراضي المقبرة إلى نسيج المدينة، فاختفت معالمها، واندثرت قبورها سوى بعض القبور؛ مثل: قبر الحافظ ابن عساكر تـ571هـ في شمال بستان الأعاجم، وضم إلى المستشفى عام: (1312هـ)، وقبر شيخ الإسلام ابن تيمية تـ728هـ أمام قاعة الجامعة السورية، وعمارة مستشفى الولادة.
وقد زارها محمد زاهد الكوثري تـ1371هـ في رحلته الثانية إلى الشام عام: (1347هـ) وذكر في تعليقه على: «الذيل على الروضتين» (139) أنه لم يكن فيها غير قبر ابن عساكر تـ571هـ وابن تيمية تـ728هـ مستنكراً تناقص أطرافها، واختفاء قبورها.

ثانيًا: وزارها -أيضًا- أبو الحسن الندوي تـ1420هـ أثناء رحلته إلى الشام بصحبة علامة الشام الشيخ بهجة البيطار تـ1396هـ، وهذه الزيارة كانت يوم الأحد من عام: (1370هـ/1956م)، وأوردها الندوي تـ1420هـ في «رجال الفكر والدعوة» (2/ 122-123) ووجد قبورها اندرست معالمها بسبب إنشاء عمارات شامخة إلا قبر شيخ الإسلام ابن تيمية تـ728هـ، وقد حدثه الشيخ البيطار تـ1396هـ عن مبدأ زوال آثارها دون قبره -في تلك الفترة-؛ فقال: [درست القبور في إحدى الليالي بمناسبة تأسيس عمارة في الجامعة السورية، ولما انتشر الخبر في الصباح أرسل الرئيس شكري القوتلي إلى رئيس الجامعة النصراني قسطنطين زريق، وقال له: «لو أن قبر ابن تيمية اندرس ماذا عسى أن يكون جوابي لصديقي الملك عبد العزيز آل سعود إذا سألني عن هذا الحادث؛ فإنه من محبي ابن تيمية وأنصاره»، وهناك أبقي قبر ابن تيمية الذي لا يزال موجوداً حتى الآن].

وقد فصل الندوي تـ1420هـ الحكاية من جهة أخرى في كتابه «مذكرات سائح في الشرق العربي» (286) وفيها خبر لقياه برئيس الجامعة المؤرخ قسطنطين زريق تـ2000م، ونسب اندارس القبور في ليلة واحدة بإغارة من رجال الجامعة، وحكى زيارته في الرجوع -أيضًا- قبر تلميذه ابن القيم تـ751هـ، إلا أنه قيد وقت الزيارة عام: (1951م) وهذا أصح مما تقدم في «رجال الفكر والدعوة» بكونها في: (1956م)؛ لأن قسطنطين زريق تـ2000م‌ تقلد منصب الجامعة بين عامي:(1949م-1952م)؛ ولعله وقع سهواً.

ورفض الرئيس السوري شكري القوتلي تـ1967هـ إزالة قبر شيخ الإسلام ابن تيمية تـ728هـ في فترة رئاسته الأولى اعتباراً للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تـ1373هـ الذي جمعته معه صداقة وثيقة اتسمت بالدعم المالي والإداري في نصرة القضية العربية، حتى أوفد القوتلي العديد من ذوي الخبرة والمعرفة السورية ممن تولى -فيما بعد- مناصب رفيعة وحساسة في المملكة العربية السعودية، مثل: يوسف ياسين تـ1381هـ من مدينة اللاذقية.

يتبع .. القسم الثاني

محمود أبو حيان
————
•كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat

Telegram

•|[ كُنَّاشَةُ المَنْهُومِ المُسْتَهَامِ ]|•

📌 كُنَّاشَةٌ تَضُمُ شَوَارِدَ مَا يُحَدِثُنِي بِهِ : [الصَدِيّقُ
الصَامِت]=[الكِتَاب].
👇🏻للتواصل عبر الخاص :
https://www.tgoop.com/qlooolp

www.tgoop.com/abo7eean/3709

2.1K viewsedited  Jan 5 at 17:46

•|| القسم الأول: قبر ابن تيمية تـ728هـ بين السياسة والتاريخ: محاولات نبش قبره في عهدين لـ:«آل سعود»: الملك عبد العزيز آل سعود تـ1373هـ، والملك فهد آل سعود تـ1426هـ.

قال ياسين بن مصطفى الجعفي، البقاعي ثم الدمشقي، الحنفي الماتريدي تـ1095هـ في رسالته «نبذة لطيفة في المزارات الشريفة الشامية» (اللوحة:12-ب، 13-أ/برنستون: 2307) ما نصه:
[والشيخ ابن الصلاح -رحمه الله- على حافة الطريق، وقبره معظم عليه الهيبة والوقار، والشيخ ابن تيمية -رحمه الله- أيضًا في وسطها من بستان الأعاجم، وعلى قبره هيبة ووقار ... والشيخ عماد الدين ابن كثير القرشي البصري، تلميذ ابن تيمية، دفن عند شيخه ابن تيمية -رحمهم الله تعالى-].

قلتُ:

أولاً: امتدت «مقبرة البرامكة/الصوفية» قديماً على مساحة واسعة غرب قلعة دمشق، لتشمل أراضي بين نهري بانياس والقنوات وصولاً إلى قرية المزة، ومع تداول الزمان، وتوسع العمران، ضُمت أراضي المقبرة إلى نسيج المدينة، فاختفت معالمها، واندثرت قبورها سوى بعض القبور؛ مثل: قبر الحافظ ابن عساكر تـ571هـ في شمال بستان الأعاجم، وضم إلى المستشفى عام: (1312هـ)، وقبر شيخ الإسلام ابن تيمية تـ728هـ أمام قاعة الجامعة السورية، وعمارة مستشفى الولادة.
وقد زارها محمد زاهد الكوثري تـ1371هـ في رحلته الثانية إلى الشام عام: (1347هـ) وذكر في تعليقه على: «الذيل على الروضتين» (139) أنه لم يكن فيها غير قبر ابن عساكر تـ571هـ وابن تيمية تـ728هـ مستنكراً تناقص أطرافها، واختفاء قبورها.

ثانيًا: وزارها -أيضًا- أبو الحسن الندوي تـ1420هـ أثناء رحلته إلى الشام بصحبة علامة الشام الشيخ بهجة البيطار تـ1396هـ، وهذه الزيارة كانت يوم الأحد من عام: (1370هـ/1956م)، وأوردها الندوي تـ1420هـ في «رجال الفكر والدعوة» (2/ 122-123) ووجد قبورها اندرست معالمها بسبب إنشاء عمارات شامخة إلا قبر شيخ الإسلام ابن تيمية تـ728هـ، وقد حدثه الشيخ البيطار تـ1396هـ عن مبدأ زوال آثارها دون قبره -في تلك الفترة-؛ فقال: [درست القبور في إحدى الليالي بمناسبة تأسيس عمارة في الجامعة السورية، ولما انتشر الخبر في الصباح أرسل الرئيس شكري القوتلي إلى رئيس الجامعة النصراني قسطنطين زريق، وقال له: «لو أن قبر ابن تيمية اندرس ماذا عسى أن يكون جوابي لصديقي الملك عبد العزيز آل سعود إذا سألني عن هذا الحادث؛ فإنه من محبي ابن تيمية وأنصاره»، وهناك أبقي قبر ابن تيمية الذي لا يزال موجوداً حتى الآن].

وقد فصل الندوي تـ1420هـ الحكاية من جهة أخرى في كتابه «مذكرات سائح في الشرق العربي» (286) وفيها خبر لقياه برئيس الجامعة المؤرخ قسطنطين زريق تـ2000م، ونسب اندارس القبور في ليلة واحدة بإغارة من رجال الجامعة، وحكى زيارته في الرجوع -أيضًا- قبر تلميذه ابن القيم تـ751هـ، إلا أنه قيد وقت الزيارة عام: (1951م) وهذا أصح مما تقدم في «رجال الفكر والدعوة» بكونها في: (1956م)؛ لأن قسطنطين زريق تـ2000م‌ تقلد منصب الجامعة بين عامي:(1949م-1952م)؛ ولعله وقع سهواً.

ورفض الرئيس السوري شكري القوتلي تـ1967هـ إزالة قبر شيخ الإسلام ابن تيمية تـ728هـ في فترة رئاسته الأولى اعتباراً للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تـ1373هـ الذي جمعته معه صداقة وثيقة اتسمت بالدعم المالي والإداري في نصرة القضية العربية، حتى أوفد القوتلي العديد من ذوي الخبرة والمعرفة السورية ممن تولى -فيما بعد- مناصب رفيعة وحساسة في المملكة العربية السعودية، مثل: يوسف ياسين تـ1381هـ من مدينة اللاذقية.

يتبع .. القسم الثاني

محمود أبو حيان
————
•كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat

BY •|[ كُنَّاشَةُ المَنْهُومِ المُسْتَهَامِ ]|•