•|[ كُنَّاشَةُ المَنْهُومِ المُسْتَهَامِ ]|•

Forwarded from •|[ كُنَّاشَةُ المَنْهُومِ المُسْتَهَامِ ]|•

•|| خشية العالم من إظهار فقره!

قال صلاح الدين الصفدي تـ764هـ في سفره العباب: [غيث الأدب الذي انسجم في شرح لامية العجم] (4/ 1594) -حكاية سلطان العلماء العز بن عبد السلام تـ660هـ-:

[وذكرت هنا -أيضاً- ما نقلته من خط الفاضل علاء الدين الوادعي وصورته:
حدثني شيخنا الإمام تاج الدين عبد الرحمن الفزاري -رحمه الله تعالى-، قال: كان شيخنا شيخ الإسلام عز الدين عبد العزيز بن عبدالسلام -رضي الله عنه- إذا قرأ القارئ عليه من كتاب، وانتهى إلى آخر أي باب كان من أبوابه لا يقف عليه.
بل يأمره أن يقرأ من الباب الذي بعده ولو سطرًا واحدًا، ويقول: ما نشتهي أن نكون ممن يقف على الأبواب].

•قلتُ:
لله أمر العز، -وما أكثر العز- هجيره عند الشكاة: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ لا تدركه النواظر، ولا يعلق بـ حبالة الخواطر: احتاط لـ(عزته)=﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ فقد أناخ بـ باب التعفف واشتد فيه منتصباً، وتقلدَ إيهاب الاحتشام مكتفياً؛ فـ إن العلم حِرفة لا تنجو من حُرفة.
ومفتاح غيبه: لزوم القناعة التي لا يكسر مروة قلادتها، ولا يفصم عروة عصبها دساكر الضراعة، وعساكر الفاقة، ولو نحتته مخالبها، وأوغلت فيه أنياب نوائبها.
وكيف لا يقنع(؟!)، وقد توالت عليه سوابغ النعم العرفانية، ونوابغ القسم المعرفية يرفل بين جنباتها بـ القدح المعلى والنصيب الأوفى منتعشاً غير مبالٍ أخذته لعوة الجوع أم تلمظ ذواقاً، إكليل دنياه: قوتٌ يقيم صلبه، ويشد عوده.

قال الإمام ابن دقيق العيد تـ702هـ :
لعمري لقد قاسيتُ بالفقر شــدةً
وقَعتُ بها في حيْـرةٍ وشتــات
فإن بُحت بالشكــوى هتكتُ مروءتي
وإن لم أبحْ بالصـــبر خِفتُ مماتي
فأعْــظِــم به من نازل من مُـلِــمةٍ
يُزيلُ حيائــي أو يزيلُ حيـاتي

فـ: اللهم كن لـ(حملة العلم وأهله) فقد استقروا في مهاد الهموم، ووهاد الغموم زرافات ووحدانا تتدفق إليهم أسرع جرياناً من انحدار السيل إلى السهل، وقد رقدوا بين معترك الأحزان ومشاغل الزمان، تراهم أعف الناس طلباً، وأظهرهم تجلداً، وأحسنهم رضاً، تتقطع لفائف قلوبهم ونياطها بين حسرات: ضعف وافتقار وصبية، وفقدان التفرغ لـ تحصيل العلوم وتقييد الرسوم.

محمود أبو حيان
————
•قناتي الأولى: كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•قناتي الثانية: رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat

Telegram

•|[ كُنَّاشَةُ المَنْهُومِ المُسْتَهَامِ ]|•

📌 كُنَّاشَةٌ تَضُمُ شَوَارِدَ مَا يُحَدِثُنِي بِهِ : [الصَدِيّقُ
الصَامِت]=[الكِتَاب].
👇🏻للتواصل عبر الخاص :
https://www.tgoop.com/qlooolp

www.tgoop.com/abo7eean/3714

1.9K viewsJan 22 at 21:46

•|| خشية العالم من إظهار فقره!

قال صلاح الدين الصفدي تـ764هـ في سفره العباب: [غيث الأدب الذي انسجم في شرح لامية العجم] (4/ 1594) -حكاية سلطان العلماء العز بن عبد السلام تـ660هـ-:

[وذكرت هنا -أيضاً- ما نقلته من خط الفاضل علاء الدين الوادعي وصورته:
حدثني شيخنا الإمام تاج الدين عبد الرحمن الفزاري -رحمه الله تعالى-، قال: كان شيخنا شيخ الإسلام عز الدين عبد العزيز بن عبدالسلام -رضي الله عنه- إذا قرأ القارئ عليه من كتاب، وانتهى إلى آخر أي باب كان من أبوابه لا يقف عليه.
بل يأمره أن يقرأ من الباب الذي بعده ولو سطرًا واحدًا، ويقول: ما نشتهي أن نكون ممن يقف على الأبواب].

•قلتُ:
لله أمر العز، -وما أكثر العز- هجيره عند الشكاة: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ لا تدركه النواظر، ولا يعلق بـ حبالة الخواطر: احتاط لـ(عزته)=﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ فقد أناخ بـ باب التعفف واشتد فيه منتصباً، وتقلدَ إيهاب الاحتشام مكتفياً؛ فـ إن العلم حِرفة لا تنجو من حُرفة.
ومفتاح غيبه: لزوم القناعة التي لا يكسر مروة قلادتها، ولا يفصم عروة عصبها دساكر الضراعة، وعساكر الفاقة، ولو نحتته مخالبها، وأوغلت فيه أنياب نوائبها.
وكيف لا يقنع(؟!)، وقد توالت عليه سوابغ النعم العرفانية، ونوابغ القسم المعرفية يرفل بين جنباتها بـ القدح المعلى والنصيب الأوفى منتعشاً غير مبالٍ أخذته لعوة الجوع أم تلمظ ذواقاً، إكليل دنياه: قوتٌ يقيم صلبه، ويشد عوده.

قال الإمام ابن دقيق العيد تـ702هـ :
لعمري لقد قاسيتُ بالفقر شــدةً
وقَعتُ بها في حيْـرةٍ وشتــات
فإن بُحت بالشكــوى هتكتُ مروءتي
وإن لم أبحْ بالصـــبر خِفتُ مماتي
فأعْــظِــم به من نازل من مُـلِــمةٍ
يُزيلُ حيائــي أو يزيلُ حيـاتي

فـ: اللهم كن لـ(حملة العلم وأهله) فقد استقروا في مهاد الهموم، ووهاد الغموم زرافات ووحدانا تتدفق إليهم أسرع جرياناً من انحدار السيل إلى السهل، وقد رقدوا بين معترك الأحزان ومشاغل الزمان، تراهم أعف الناس طلباً، وأظهرهم تجلداً، وأحسنهم رضاً، تتقطع لفائف قلوبهم ونياطها بين حسرات: ضعف وافتقار وصبية، وفقدان التفرغ لـ تحصيل العلوم وتقييد الرسوم.

محمود أبو حيان
————
•قناتي الأولى: كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•قناتي الثانية: رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat

BY •|[ كُنَّاشَةُ المَنْهُومِ المُسْتَهَامِ ]|•