ABO7EEAN Telegram 3719
•|[ كُنَّاشَةُ المَنْهُومِ المُسْتَهَامِ ]|•
•|| من آداب شُّراح الكتب . قال الخواجة الطوسي تـ672هـ في [ شرح الإشارات والتنبيهات ] ( 1 / 112 ) : [ وَمن شَرط الشَّارِحين أَن يبذلوا النُّصْرَة لما قد التزموا شَرحه بِقدر الْإِمْكَان والاستطاعة وَأَن يذبوا عَمَّا قد تكفلوا إيضاحه بِمَا يذب بِهِ صَاحب تِلْكَ…
☝🏻☝🏻☝🏻


•||مزج الشروح بـ:(كافة العلوم) -لمن كان في الابتداء- طريقة منحرفة المزاج عقيمة من الانتاج.

قال العلامة شيخ الأزهر محمد الخضر حسين التونسي تـ1377هـ في [الرحلة الجزائرية الأولى/1904م] (37-38) في مدح طريقة الشيخ عبد القادر المجاوي التلمساني تـ1332هـ، ما نصه:

[نستحسن من دروس هذا الشيخ اقتصاره في كل فنٍ على تقرير مسائله التي يشملها موضوعه، وعدم خلط بعضها ببعض.
وقد كنت -عفاكم الله- ممن ابتلي درسه باستجلاب المسائل المختلفة الفنون، وأتوكأ في ذلك على أدنى مناسبة حتى أفضى الأمر إلى أن أتجاوز في الدرس شطر بيت من ألفية ابن مالك مثلاً، ثم أدركت أنها طريقة منحرفة المزاج، عقيمة من الانتاج، ونرجو أن تكون توبتنا من سلوكها توبة نصوحا].


قلتُ:
أورده العلامة المفسر ابن عاشور تـ1393هـ في سفره النفيس [أليس الصبح بقريب؟!] (17) وقال:

[فقد تفضي الغفلة بالمعلم إلى الارتماء في مسالك قليلة الجدوى توقع تلامذته في خطل أو فشل، وهذا يعرض كثيرا لمن اتسعت معلوماتهم من المتصدرين للتدريس في مبدأ تصدرهم، فيدفعهم حب إظهار ما لهم من المزية، ثم لا يلبث أن يستيقظ من بهجته تلك، ويصير إلى وضع المقادير في نصابها.
وقد نبه على هذا صديقنا الشيخ محمد الخضر بن الحسين .. وأنا -أيضاً- عرض لي مثل ذلك في تدريس "المقدمة الآجرومية"، فكنت آتي في درسي بتحقيقات من شرح الشاطبي على "الألفية"، وفي درس "مقدمة إيساغوجي" فأجلب فيه مسائل من "النجاة" لابن سينا، ثم لم ألبث أن أقلعت عن ذلك].

تأمل قيده بـ[للتدريس في مبدأ تصدرهم] مدركاً الفرق الماثل بين مقام الابتداء وما بعده من مناقل، وإلا فقد توافرت جهود الأئمة قديماً في بسط الكلام لـ أدنى إلمامٍ، لما تحويه من لطائف الأسرار المرعية، وغرائس الأفكار المجنية، وعرائس الأبكار المعرفية: يستخرجونها بالمناقيش، ويسطرونها في القراطيس لـ أقرب إشارة، وأقل عبارة؛ فلا يستغرب ما يساق في طباق الأئمة مما يستعذب من التفريع أو التطويل في مفاريد المسائل أو الغواشي والطرر وأنظارها من المحررات والمقررات والتعليقات.
وفي بعض ما يحكى مبالغات؛ كـ: المذكور عند العلامة الكتاني تـ1382هـ في [التراتيب الإدارية] (2/ 183-184): [إن العارف محمد البكري تكلم على (نقطة البسملة) في ألفي مجلس ومائتي مجلس] ونحوه من المسطورات.

وما يعمد إليه المتأخرون -من المتصدرين لـ محافل التدريس-: من اجترار ما لا يخدم الوافد في الكاغد؛ كـ: تجريح المتن بـ المعارضات، والإيرادات، والاستدركات يدل على عيب تصويري، أو مطعن في الإرادة، وينطبق عليهم قول ابن بدران الدمشقي تـ1346هـ في [المدخل] (265):

[اعلم أن كثيراً من الناس يقضون السنين الطوال في تعلم العلم؛ بل في علم واحد ولا يحصلون منه على طائل، وربما قضوا أعمارهم فيه ولم يرتقوا عن درجة المبتدئين وإنما يكون ذلك لأحد أمرين أحدهما: عدم الذكاء الفطري، وانتفاء الإدراك التصوري، وهذا لا كلام لنا فيه ولا في علاجه.

والثاني الجهل بطرق التعليم، وهذاوقد وقع فيه غالب المعلمين، فتراهم يأتي إليهم الطالب المبتدىء ليتعلم النحو مثلاً فيشغلونه بالكلام على البسملة ثم الحمدلة أياما، بل شهورا ليوهموه سعة مداركهم، وغزارة علمهم، ثم إذا قدر له الخلاص من ذلك أخذوا يلقنونه متناً أو شرحاً بحواشيه، وحواشي حواشيه، ويحشرون له خلاف العلماء، ويشغلونه بكلام من رد على القائل، وما أجيب به عن الرد، ولا يزالون يضربون له على ذلك الوتر حتى يرتكز في ذهنه أن نوال هذا الفن من قبيل الصعب الذي لا يصل إليه إلا من أوتي الولاية، وحضر مجلس القرب والاختصاص، هذا إذا كان الملقن يفهم ظاهراً من عبارات المصنفين].

ولنا رجعة إلى الموضوع لاحقاً..، وانظر تعليقتي: (من آداب شراح الكتب) على الرابط:
https://www.tgoop.com/abo7eean/1723

محمود أبو حيان
———————

•قناتي الأولى: كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•قناتي الثانية: رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat



tgoop.com/abo7eean/3719
Create:
Last Update:

☝🏻☝🏻☝🏻


•||مزج الشروح بـ:(كافة العلوم) -لمن كان في الابتداء- طريقة منحرفة المزاج عقيمة من الانتاج.

قال العلامة شيخ الأزهر محمد الخضر حسين التونسي تـ1377هـ في [الرحلة الجزائرية الأولى/1904م] (37-38) في مدح طريقة الشيخ عبد القادر المجاوي التلمساني تـ1332هـ، ما نصه:

[نستحسن من دروس هذا الشيخ اقتصاره في كل فنٍ على تقرير مسائله التي يشملها موضوعه، وعدم خلط بعضها ببعض.
وقد كنت -عفاكم الله- ممن ابتلي درسه باستجلاب المسائل المختلفة الفنون، وأتوكأ في ذلك على أدنى مناسبة حتى أفضى الأمر إلى أن أتجاوز في الدرس شطر بيت من ألفية ابن مالك مثلاً، ثم أدركت أنها طريقة منحرفة المزاج، عقيمة من الانتاج، ونرجو أن تكون توبتنا من سلوكها توبة نصوحا].


قلتُ:
أورده العلامة المفسر ابن عاشور تـ1393هـ في سفره النفيس [أليس الصبح بقريب؟!] (17) وقال:

[فقد تفضي الغفلة بالمعلم إلى الارتماء في مسالك قليلة الجدوى توقع تلامذته في خطل أو فشل، وهذا يعرض كثيرا لمن اتسعت معلوماتهم من المتصدرين للتدريس في مبدأ تصدرهم، فيدفعهم حب إظهار ما لهم من المزية، ثم لا يلبث أن يستيقظ من بهجته تلك، ويصير إلى وضع المقادير في نصابها.
وقد نبه على هذا صديقنا الشيخ محمد الخضر بن الحسين .. وأنا -أيضاً- عرض لي مثل ذلك في تدريس "المقدمة الآجرومية"، فكنت آتي في درسي بتحقيقات من شرح الشاطبي على "الألفية"، وفي درس "مقدمة إيساغوجي" فأجلب فيه مسائل من "النجاة" لابن سينا، ثم لم ألبث أن أقلعت عن ذلك].

تأمل قيده بـ[للتدريس في مبدأ تصدرهم] مدركاً الفرق الماثل بين مقام الابتداء وما بعده من مناقل، وإلا فقد توافرت جهود الأئمة قديماً في بسط الكلام لـ أدنى إلمامٍ، لما تحويه من لطائف الأسرار المرعية، وغرائس الأفكار المجنية، وعرائس الأبكار المعرفية: يستخرجونها بالمناقيش، ويسطرونها في القراطيس لـ أقرب إشارة، وأقل عبارة؛ فلا يستغرب ما يساق في طباق الأئمة مما يستعذب من التفريع أو التطويل في مفاريد المسائل أو الغواشي والطرر وأنظارها من المحررات والمقررات والتعليقات.
وفي بعض ما يحكى مبالغات؛ كـ: المذكور عند العلامة الكتاني تـ1382هـ في [التراتيب الإدارية] (2/ 183-184): [إن العارف محمد البكري تكلم على (نقطة البسملة) في ألفي مجلس ومائتي مجلس] ونحوه من المسطورات.

وما يعمد إليه المتأخرون -من المتصدرين لـ محافل التدريس-: من اجترار ما لا يخدم الوافد في الكاغد؛ كـ: تجريح المتن بـ المعارضات، والإيرادات، والاستدركات يدل على عيب تصويري، أو مطعن في الإرادة، وينطبق عليهم قول ابن بدران الدمشقي تـ1346هـ في [المدخل] (265):

[اعلم أن كثيراً من الناس يقضون السنين الطوال في تعلم العلم؛ بل في علم واحد ولا يحصلون منه على طائل، وربما قضوا أعمارهم فيه ولم يرتقوا عن درجة المبتدئين وإنما يكون ذلك لأحد أمرين أحدهما: عدم الذكاء الفطري، وانتفاء الإدراك التصوري، وهذا لا كلام لنا فيه ولا في علاجه.

والثاني الجهل بطرق التعليم، وهذاوقد وقع فيه غالب المعلمين، فتراهم يأتي إليهم الطالب المبتدىء ليتعلم النحو مثلاً فيشغلونه بالكلام على البسملة ثم الحمدلة أياما، بل شهورا ليوهموه سعة مداركهم، وغزارة علمهم، ثم إذا قدر له الخلاص من ذلك أخذوا يلقنونه متناً أو شرحاً بحواشيه، وحواشي حواشيه، ويحشرون له خلاف العلماء، ويشغلونه بكلام من رد على القائل، وما أجيب به عن الرد، ولا يزالون يضربون له على ذلك الوتر حتى يرتكز في ذهنه أن نوال هذا الفن من قبيل الصعب الذي لا يصل إليه إلا من أوتي الولاية، وحضر مجلس القرب والاختصاص، هذا إذا كان الملقن يفهم ظاهراً من عبارات المصنفين].

ولنا رجعة إلى الموضوع لاحقاً..، وانظر تعليقتي: (من آداب شراح الكتب) على الرابط:
https://www.tgoop.com/abo7eean/1723

محمود أبو حيان
———————

•قناتي الأولى: كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•قناتي الثانية: رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat

BY •|[ كُنَّاشَةُ المَنْهُومِ المُسْتَهَامِ ]|•


Share with your friend now:
tgoop.com/abo7eean/3719

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Users are more open to new information on workdays rather than weekends. As of Thursday, the SUCK Channel had 34,146 subscribers, with only one message dated August 28, 2020. It was an announcement stating that police had removed all posts on the channel because its content “contravenes the laws of Hong Kong.” “[The defendant] could not shift his criminal liability,” Hui said. Just at this time, Bitcoin and the broader crypto market have dropped to new 2022 lows. The Bitcoin price has tanked 10 percent dropping to $20,000. On the other hand, the altcoin space is witnessing even more brutal correction. Bitcoin has dropped nearly 60 percent year-to-date and more than 70 percent since its all-time high in November 2021.
from us


Telegram •|[ كُنَّاشَةُ المَنْهُومِ المُسْتَهَامِ ]|•
FROM American