tgoop.com/ahmd_yahia/659
Last Update:
🔘 كف الجاهل عن الخوض في مسائل الإيمان بالباطل 🔘
بسم الله...
باب الإيمان -ويطلق عليه باب الأسماء والأحكام- باب عظيم، حرَّره علماء أهل السنة بدقة، وميَّزوا فيه أقوال السلف عن أقوال أهل البدعة من المرجئة والخوارج والمعتزلة، على اختلاف طبقاتهم.
ولا ينفك هذا الباب عن معرفة أقوال الطوائف المختلفة داخل الفرقة الواحدة، حتى ذكر بعض العلماء عن الخوارج تسع عشرة طائفة، وعن المرجئة ثماني عشرة، وعن المعتزلة مثلها.
وهذا كله لتمييز الأقوال الناشئة بعد اتفاق سلف الأمة من الصحابة والتابعين في هذا الباب.
◾ ولذلك فلا تخلو عامة مدونات أهل السنة العقدية الكبرى من ذكر هذا الباب بكل تفاصيله، ومن ذلك -على سبيل المثال لا الحصر-:
- السنة، لأبي بكر الخلال (ت: ٣١١)
- الشريعة، لأبي بكر الآجُرِّي (ت: ٣٦٠)
- الإبانة الكبرى، لأبي عبد الله بن بطة (ت: ٣٨٧)
- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لأبي القاسم اللالكائي (ت: ٤١٨)
- الحُجة في بيان المَحجة، لأبي القاسم التيمي الأصبهاني (ت: ٥٣٥)
◾ ومما يدل على عنايتهم بهذا الباب أنهم أفردوه بمصنفات خاصة لبيان فروعه ومسائله، ومن ذلك:
- كتاب الإيمان، لأبي عبيد القاسم بن سلّام (ت: ٢٢٤)
- كتاب الإيمان، لابن أبي شيبة (ت: ٢٣٥)
- تعظيم قدر الصلاة، لمحمد بن نصر المروزي (ت: ٢٩٤)
- كتاب الإيمان، لأبي عبد الله بن منده (ت: ٣٩٥)
- كتاب الإيمان، لأبي العباس بن تيمية (ت: ٧٢٨).
◾ يضاف إلى ما سبق المدونات التراثية في بيان عقائد الفرق، وتمييز مقالات طوائفها المختلفة، وهذه وإن لم يكن كثير من أصحابها على خالص عقيدة أهل السنة، إلا أنهم كانوا على دراية تامة بمقالات الفرق والطوائف، ومن ذلك:
- مقالات الإسلاميين، لأبي الحسن الأشعري (ت: ٣٢٤)
- الفرق بين الفرق، لعبد القاهر البغدادي (ت: ٤٢٩)
- الملل والمحل، لأبي الفتح الشهرستاني (ت: ٥٤٨)
- الفصل في الملل والأهواء والنحل، لأبي محمد بن حزم (ت: ٤٥٦)
- البرهان في عقائد أهل الأديان، لأبي الفضل السكسكي الحنبلي (ت: ٦٨٣)
هذه خمسة عشر مثالًا لمن أراد الاعتناء بهذا الباب والكلام فيه، ومعرفة ما يميز أقوال أهل السنة عن غيرها، وكل هذه الكتب وأكثر منها مطبوع ومتوفر لمن أراده...
◾ وإن أناسًا قد ظنوا أنفسهم قضاة على كل من سواهم، فأباحوا لأنفسهم إصدار الأحكام في كل من خالفهم، والتشكيك في ديانة المتكلم، والأخذ بالظن والشبهة، والاتهام بخفة العقل وقلة الحكمة، وظنوا أنفسهم أحرص على الشريعة من غيرهم، وتصدروا للكلام في هذا الباب العظيم بجهل، بناءً على قراءات متناثرة لبعض الأبحاث المعاصرة، أو الورقات غير المحررة، ولم يتعبوا أنفسهم في تحرير أقوال أهل السنة ومعرفة تفاصيل ذلك من مصادرها الأصلية، وتحرير أقوال مخالفيهم كذلك من مصادرها الأصلية، قبل أن يخوضوا في أعراض وأديان مخالفيهم ورميهم بالتهم الجاهزة -من تكفير ونحوه- بسبب جهلهم وغبائهم وفهمهم الكلام على غير وجهه، رغم أن ما ينكرونه قد يكون نفس إطلاق السلف في ذلك، ولكنهم جهال أدعياء.
وكثير من هؤلاء الجهلة يظن أنه ضابط لهذا الباب، وأن من خالفه فيه قد دخلت عليه شبهات المرجئة أو الخوارج؛ فليعلم أنه مجرد جاهل -مهما ظن في نفسه-، يردد أقوالًا مجردة، بلا معرفة لأصولها وضوابطها ولوازمها والجواب عما يَرِد عليها.
وكان أحرى بهم أن يربطوا ألسنتهم حتى يتعلموا، ولا يخوضوا في أديان وأعراض مخالفيهم بالباطل.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ــــــــــ
BY قناة ll أحمد يحيى الشيخ
Share with your friend now:
tgoop.com/ahmd_yahia/659