tgoop.com/ahmd_yahia/772
Last Update:
دفع الاعتراض على كون ابن تيمية حنبلي الاعتقاد|
بينت غير مرة أن من اعتقد بعقائد ابن تيمية تـ٧٢٨هـ فهو حنبلي اعتقادًا من رأسه لأخمص قدميه، كيف لا يكون ذلك والحنابلة لم يرفعوا عن ابن تيمية وصف الحنبلية، وإن نازعوه في بعض المطالب والمسائل مع إجلال وتعظيم له.
وهذا فيه تنبيه على مطلب وهو: أن وصف العالم أو المنتسب لمذهب ما باسم المذهب لا يجب فيه أن يكون على جميع ما تقرر كونه معتمد المذهب، فذكرت المثال وطويت الممثل له؛ لأن المثال أقرب لأذهان القاصرين عن التحقيق.
ومع ذلك لم أسلم من استطالة بعضهم -غفر الله لنا وله- وعدم فهم بعض آخر، فأطلعني أحد الأصدقاء على كلام لبعض الحنابلة الجدد (1) يعترض فيه علي، ونص كلامه:
[-القول بحوادث لا أول لها .
-جواز قيام الحوادث في ذات الباري .
-القول بأن القرآن قديم النوع حادث الآحاد
-القول أن التفويض شر أقوال أهل البدع والإلحاد
هل هذه هي عقائد الحنابلة أم اختيارات ابن تيمية التي خالف به معتمد المذهب؟؟
صدق من قال أن الإنصاف عزيز..]
فهذا نص كلامه كما كتبه، وترى أن حاصله الاعتراض على كون ابن تيمية حنبلي الاعتقاد بـ: أن من عقائده ما خالف فيه معتمد المذهب، وليس ما ذكره ابن تيمية بعقيدة للحنابلة.
قلت: فالظاهر أن هذا الرجل فهم من كلامي أني أقول بأن هذه العقائد هي عقائد الحنابلة المعتمدة في المذهب!!! لا أدري كيف فهم هذا! وليس في كلامي لا تصريحًا ولا تلويحًا ذكر لهذا ولم أتعرض له.
وإنما كلامي في وصف المنتسب للمذهب باسم المذهب هل يجب فيه أن يكون على معتمد المذهب؟ الجواب: لا، سواء في الفروع أم الأصول. وهو في الفروع أبين وأوضح، فكم خالف المتأخرون المتقدمين في أحكام فروعية كثيرة، ولم يرفع أحد عنهم اسم المذهب، ولكن هذا خفي على هؤلاء في باب أصول الدين، ولنزدهم بيانًا لعل فيهم من يسمع ويعقل:
من أظهر ما يبين لك أيها الكريم ذلك، أن تنظر في كتاب القاضي أبي يعلى تـ458هـ الموسوم بـ الروايتين والوجهين، وقد طبع مفرقًا على ثلاثة أقسام: الفقهي والأصولي والعقدي، وظاهر من عنوان كتابه -وكذا من الخطبة(2)- أن الكتاب يُذكر فيه أمران: ما اختلفت فيه الرواية عن الإمام، وما تعدد فيه قول الأصحاب من الأوجه في المذهب، والتفطن لهذا في غاية الأهمية، هو أن القول المرجوح وجه "في المذهب" لكنه غير معتمد، فالأقوال المرجوحة هي وجه في المذهب وصاحبها حنبلي، مع كونها غير معتمدة، وهذا حتى في باب العقائد، فيذكر أبو يعلى:
1- أن الأصحاب اتفقوا على أن الله مستو على عرشه، واختلفوا في صفة الاستواء: أ- التميمي: لا بمعنى المماسة للعرش ولا مباينًا له. ب- عبد الوهاب الوراق وابن حامد: بمعنى المماسة والقعود.
ثم بين أن قول التميمي "أصح" وانظر كيف عبر عنه بـ أصح، ولا يخفى أن الأصح لا يقابله الفاسد.
2- أن الأصحاب اتفقوا على أن الله ينزل إلى السماء الدنيا، واختلفوا في صفته: أ- ابن حامد: نزول انتقال. ب- نزول قدرته. ج- نزول لا يعقل معناه، وجعله المعتمد.
3- معرفة الله كيف تقع؟ أ- تقع موهبة. ب- ابن حامد: تقع استدلالًا. ورجحه القاضي.
4- الإيمان -الذي هو قول وعمل ونية- هل هو مخلوق؟ أ- الخلال وغلامه وابن حامد: غير مخلوق في الجملة. ب- حكي عن التميمي: القول غير مخلوق، والفعل مخلوق. ج- ابن شاقلا: التوقف.
فترى في هذه الأمثلة يجعل أبو يعلى القائلين بها من "الأصحاب"! مع قولهم بالقعود والجلوس والمماسة والانتقال ونحو ذلك، بل يجعل ذلك وجهًا في المذهب.
فكون القول مخالفًا للمعتمد من المذهب لا يوجب ذلك "بمجرده" أنه ليس وجهًا في المذهب، فكيف بصاحب القول!
وبه تفهم كون السادة الحنابلة يجعلون ابن تيمية حنبليًا وإن خالفه بعضهم في بعض المسائل، لكن بعض الحنابلة الجدد غلب عليه المناكفة للسلفية مع الضعف في قبال الأشعرية ونحوهم وأراد أن يزين المذهب قدر الطاقة، ونحن وإن سلمنا له ما يتصل بابن تيمية، فكيف بابن حامد القائل بالعقود والجلوس والمماسة والانتقال! هل سينكرون أيضًا كونه من الحنابلة!
هذه الطريقة الفاسدة في البحث منشؤها الغرق في الجدال العقدي، وإلا لو كان الواحد من هؤلاء منصفًا لما قال ما قال، وأنا حين أقول: إن ابن تيمية حنبلي، لا لأدافع عن ابن تيمية، فابن تيمية لا يدافع عنه بنسبته للحنابلة بل ببيان أن ما قاله موافق للشرع المحفوظ المعصوم، ومساوق لقضايا العقول، وغير خارج عن كلام من أجمعت الأمة على هدايتهم ودرايتهم، أما نسبته للحنابلة فآخر ما يهتم له الفقير في مقام الذب عن عقائده، وإنما الغرض التحقيق العلمي فقط، لكن هؤلاء مساكين، يعتقدون وجوب النظر وحرمة التقليد ثم يحرص الواحد منهم على أن يوافق قوله معتمد المذهب! أين النظر وحرمة التقليد! إن لم يكن هذا تقليدًا وحرصًا عليه فما التقليد؟!
وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر..
.................................
BY قناة ll أحمد يحيى الشيخ
Share with your friend now:
tgoop.com/ahmd_yahia/772