tgoop.com/alamiiri/2129
Last Update:
الغنى والفقر على طرفي نقيض، وهما يولِّدان صفات شخصية -أو يكشفانها- مِن أقبح سيئات البشر؛ فالفقر دافع للذلة والصغار، والخِسَّة والدناءة، والتلوُّن حسبما تقتضيه المصلحة. والغنى دافع للكبر والتجبُّر، وكذا بقية الصفات التي يولِّدها الفقر. وقد فهم الطغاة هذه المعادلة؛ فأشغلوا شعوبا بالثراء الفاحش وأخرى بالفقر المدقع، حتى لا تكاد ترى ثريًّا أو فقيرًا ينظر في أمور أمته؛ فالثري مشغول بكنز الأموال أو الركض خلف متاع الحياة، والفقير منهمك في تأمين كسرة الخبز أو محاولة الصعود إلى طبقات الغنى. وعن نفسي، إن وجدتُ ثريًّا أو معدمًا مهتمين بقضايا الأمة استغربت واستبشرت، مهما كان خلافي معه في طريقة الاهتمام، فنظره للأمة دليل على خلوصه من الهوى؛ والعمل أن لا تنصبَّ آمال أصحاب الهمة الدعوية على مدح الفقر وأهله، ففي هؤلاء من صفات السوء ما في الأغنياء، والقائمون على تحقيق الإيمان وبسطه في الأرض -غالبا- هم المتأرجحون بين الغنى والفقر، الذين يجدون قوت يومهم وما بعدَه، دون جوع وفاقة، ومن غير تحقيق لجميع المطامح الدنيوية؛ هؤلاء الذين تقوم عليهم ساق الدعوة «النخبة»، وإن كان الفقراء ألحَق الناس بالدعوة تكثيرًا للسواد لا تأسيسا ولا تطويرا.
لقمان عبد الحكيم ..
BY العَامِرِيُّ
Share with your friend now:
tgoop.com/alamiiri/2129