tgoop.com/alamukth/362
Last Update:
هذه الآية مركزية في صناعة المصلحين وهي قوله سبحانه: (ولكن كونوا ربانيين)
وكلام الإمام الطبري عليها في غاية النفاسة وسأختصر جُملا منه هنا، قال رحمه الله:
- وأولى الأقوال عندي بالصواب في"الربانيين" أنهم جمع"رباني"، وأن"الرباني" المنسوب إلى"الرَّبَّان"، الذي يربُّ الناسَ، وهو الذي يُصْلح أمورهم، و"يربّها"، ويقوم بها.
- فإذا كان الأمر في ذلك على ما وصفنا،
وكان"الربَّان" ما ذكرنا، و"الربّاني" هو المنسوب إلى من كان بالصفة التي وصفتُ،
وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين يَرُبّ أمورَ الناس بتعليمه إياهم الخيرَ ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم،
وكان كذلك الحكيمُ التقيُّ لله،
والوالي الذي يلي أمور الناس على المنهاج الذي وَليه المقسطون من المصْلحين أمورَ الخلق، بالقيام فيهم بما فيه صلاحُ عاجلهم وآجلهم، وعائدةُ النفع عليهم في دينهم، ودنياهم= كانوا جميعًا يستحقون أن [يكونوا] ممن دَخل في قوله عز وجل:"ولكن كونوا ربانيين".
- فـ"الربانيون" إذًا، هم عمادُ الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا.
ولذلك قال مجاهد:"وهم فوق الأحبار"، لأن"الأحبارَ" هم العلماء،
و"الرباني" الجامعُ إلى العلم والفقه، البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية، وما يصلحهم في دُنياهم ودينهم.
- فمعنى الآية: ولكن يقول لهم: كونوا، أيها الناس، سادة الناس، وقادتهم في أمر دينهم ودنياهم، ربَّانيِّين بتعليمكم إياهم كتاب الله وما فيه من حلال وحرام، وفرض وندب، وسائر ما حواه من معاني أمور دينهم، وبتلاوتكم إياه ودراسَتِكموه.
BY على مُكث | أحمد السيد
Share with your friend now:
tgoop.com/alamukth/362