tgoop.com/albara270/76891
Last Update:
*قصة جميلة فيها عبرة وعظة وفيها أمر عجيب...*
يقول راوي القصة:
تشرفت بلقاء الدكتور إسماعيل لطفي فطاني رئيس جامعة جالا، من رواد الدعوة في دولة " تايلاند " و لا تكاد تجد أحدًا يعمل في الدعوة إلا و يعرفه، و يعرف أثره في الدعوة في تايلاند و في المؤتمرات العالمية، وهو من الدعاة النادرين، و قد تشرفت بلقائه بمكة المكرمة شرفها الله ،رجل يأسرك بتواضعه و علمه و أدبه حفظه الله و نفع به البلاد و العباد.
وقد أخبرني بمفاجأة وهي أن جامعة جالا بتايلاند تأسست بنفقة من بائع مساويك بالرياض اسمه عبد الله البحصلي من ٤٠ عامًا ..
و بدأت القصة حينما كان الدكتور إسماعيل طالبا بجامعة الإمام في الرياض، و كان يصلي في مسجد في منطقة " البطحاء "، و حينما يخرج من باب المسجد يجد رجلا عجوزًا اسمه " عبد الله البحصلي "
و كان الرجل كل يوم في صلاة الظهر يسلم على دكتور اسماعيل و يقول له:" يا إسماعيل لا زم تبني مدرسة في تايلاند "، و كان العجوز لا يمل من تكرار هذه الكلمة على مسامع الدكتور إسماعيل حفظه الله
حتى ضج الدكتور و قرر أنه سيخرج من الباب الآخر للمسجد حتى يستريح قليلا من إلحاح العجوز الذي لا يتوقف أبدًا..
وتمر الأيام و ينوي الدكتور إسماعيل أن يرجع إلى بلده و يذهب هذه المرة كي يودع العم عبد الله البحصلي، و يقول له أنه سيسافر، فإذا بالعجوز ينتفض و يمسك ذراع الدكتور إسماعيل بقوة و يقول: لا تسافر قبل أن تمر علي في البيت
و يلح بشدة على الدكتور، فوعده و افترقا.
وقبل السفر بيوم ذهب الدكتور إسماعيل للعم عبد الله كي يسلم عليه و توقع أنه سيعطيه حزمة " سواك " كي يوزعها على المسلمين في تايلاند، و لما دخل عليه وجد الرجل يلتفت يمنة و يسرة ثم يخرج من جيبه مبلغ ٣٠ ألف ريال
و يقول له: هذه في ذمتك يا إسماعيل، ابنِ مدرسة يا ولدي ، هذه من ذمتي في ذمتك الآن
وافترق الرجلان.
ورجع الدكتور إسماعيل وأسس أكبر جامعة إسلامية في تايلاند جامعة " جالا " التي يبلغ عدد طلابها الآن ٨ آلاف طالب.
وعلى مدار أكثر من ثلاثين عامًا يدرس فيها الطلبة و الطالبات و يتخرجون كل عام
مات العم: عبد الله البحصلي و لم يمت اسمه و لا أجره إن شاء الله تعالى
مكتوب على حجر الأساس في الجامعة إلى الآن"أُنشئت هذه الجامعة على نفقة " عبد الله البحصلي " .
أناس كان بينهم و بين ربهم حال خاص فلربما كانت هذه النقود هي كل ما يملكه العجوز، لكنه اشترى ما عند الله، و أظنه لم يكن يحلم أن تنفع هذه النفقة بهذا الشكل
لكنه الإخلاص الذي لا يعلم قدره إلا من خلقه في قلوب الصالحين.
رحم الله العم عبد الله و رزقنا قلبا مثل قلبه، و أثرا مثل أثره..
*(جميل الإخلاص لله في العمل*
*وكريم الجزاء من الله أجمل)*
BY قصص واقعية
Share with your friend now:
tgoop.com/albara270/76891