tgoop.com/albazzzzz/396
Last Update:
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى!
الله -عزوجل- أمرنا بخفض الجناح للمؤمنين عامة، وبالإقبال على المقبلين خاصة، ويجدر بالعبد أن يتخلق بما جاء في ظاهر الوحي من كلام يحث على الصبر على النّاس كافّة، وأن يزكي علمه الذي فتح الله-عزوجل- به عليه، بل ويستحي من فتوح الله عليه، ولك في رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- أسوة حسنة حين دخل مكة مطأطأً رأسه حياءً من عطاء الله، فإياك أن تُحرم العلم أو التوفيق بوقوعك في عبد يُحبه الله-عزوجل-، فلا يدري الإنسان كيف يُحرم من العلم، بل يجب على صاحب العلم الخشية من انعدام بركةٍ أعطيت له فولاها ظهره، ﴿واعلموا أنّ اللّه يحولُ بين المرءِ وقلبه وأنّه إليه تُحشرون﴾ . (الأنفال: ٢٤) .
ما عدت أدري حين أطالع بعض المنشورات التي تبث هنا وهناك
هل لصاحبها مشروع؟ بل وما غايته؟ وما هو واجبه تجاه أمته؟
فما أعلمه أنّ للعلم زكاة وجب على المتعلم أدؤها.
ورحم الله امرأً وقف عند قوله وفعله، فإن كان لله أمضاه وإن كان لنفسه أمسك، وأخشى والله أن يترجم لصاحب علم يومًا كما ترجم الذّهبيّ لأحدهم: "وقلَّ من سمع منه؛ لأنه كان فيه زعارة!".
وحبّ الانتصارِ للنّفسِ في قالبِ الدّعوة إلى اللّه ونشر دينه من الزعارات التي تظهر فلتاتها فاحذرها، فما تلبث شهوة المغالبة حتى تبعث من فِيه الفظاظة، والألفاظ الجارحة، والمنفّرة، والتّحقير والتسفيه، مع أن اللّه -عزوجل-يقول : "ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" . (النحل :١٢٥) .
فالكلام الذي يساق عن السلف في الكلام مع المسلمين بشزر، نحاكمه لما جاء به الوحي فإن كان حقًا فنمضيه وإلا فنمسك، وإياك يا عبد الله أن تلبس المسائل النّفسية لبوسًا شرعيًا، فما بلاء الأمة اليوم بالمداخلة والحدادية إلا من تمسكهم بنصوص جعلوها وحيًا، ولم يراعوا اختلاف الحال في الأمة وانتشار السنة وقوتها.
تذكر
فالله أذن لك من قبل أن تذود عن الدين فلا تخدش سابقتك يا عبد الله واشكر نعمة ربك عليك.
وأذكرك يا عبد الله بأبي موسى الأشعري حينما سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي المسلمين أفضل؟ فقال: من سلم المسلمون من لســــانه ويده.
وأقول لك يا عبد الله كما قال أُبيّ لعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- في حادثة الاستئذان المشهورة:
لا تكونن عذابًا على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
والله ولي التوفيق.
BY الباز الأشهب
Share with your friend now:
tgoop.com/albazzzzz/396