tgoop.com/aldiyn_alnasih/4089
Last Update:
أما العلي الأعلى تبارك وتعالى فلا يحتاج إلى آلة يتوصل بها إلى ما يشاء على الإطلاق.
فلا يحتاج إلى المشي، ولا يحتاج يدين وساعدين وعضدين وعضلات وأصابع ومفاصل ليتوصل بذلك إلى أعمال اليدين، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢} [يس]، ولا يحتاج إلى آلة بصر، وآلة سمع، وآلة شم، وآلة ذوق، وآلة مس، ولا يحتاج إلى تجربة، ولا استقراء، ولا قياس، ولا حدس، ولا آلة كلام، ولا آلة تنفس، ولا آلة هضم، ولا آلة تناسل، ولا آلة يجلس عليها، تعالى تقدس عن الحاجة للآلات.
ـ والإنسان يتخذ السرير ليرتفع فوقه عن أوساخ الأرض وترابها وحشراتها، وتعالى الله وتقدس عن الحاجة إلى ما يرفعه ويبعده عن الأقذار والأوساخ وأذى الهوام والحشرات.
ـ ووصف الله تعالى نفسه بالملك القدوس السلام، ومعنى القدوس: أنه المنزه عن كل نقص، وعن كل سوء، وعن كل قبيح، ومعنى السلام أنه السالم من كل عيب ونقص وقبح، فليس بمحتاج إلى آلة ولا إلى غير آلة؛ لأنه لا يحتاج إلى الآلة إلا من كان ناقصاً في ذاته.
فمن الجهل الكبير أن نشبه الله تعالى بالإنسان في الجسم والأعضاء والحواس والكلام والضحك والحركة والسكون والمشي والهرولة و ... إلخ.
ـ وقد قال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ١١٠} [مريم]، فالذي يصور الله تعالى بصورة الإنسان تماماً قد أحاط وهمه وتخيله بمعرفة الله تمام المعرفة.
ـ وبعد، فإن الإنسان وسائر الأجسام الموجودة في الكون دلائل دالة على أن لها خالقاً خلقها، ومصوراً صورها، ومبدعاً ابتدعها:
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه الواحد
فلو أن الله تعالى على شكل إنسان كما يقوله الجاهلون لكان -جل وعلا- آية في نفسه تدل على خالق خلقه، ومصور صوره، ومبدع ابتدعه.
فمن هنا عرفنا أن الله تعالى ليس له جسم ولا صورة؛ لأن الأجسام تدل دلالة ذاتية على أنها مُحْدَثَة، وأن لها مُحْدِثاً أحدثها، وخالقاً خلقها.
وهذه الدلالة دلالة ذاتية لا تفارق الجسم ولا تنفك عنه فسبحان الخالق الذي تقدس عن صفات المخلوق، وتعالى ربنا العظيم عن صفات المربوب الضعيف، وتقدس الغني عن مشابهة الفقير المحتاج، وتعالى عن مجانسة العاجزين والجاهلين، والحمد لله رب العالمين.
ـ واعلم أن الذي أوقع طوائف من الأمة في إثبات الأعضاء والحواس لله حتى جعلوه تعالى على صورة إنسان بيدين ورجلين وساقين وعينين وأذنين يمشي ويهرول ويجلس ويقوم ويضحك و ... إلخ - هو الجهل بلغة القرآن الذي أنزله الله تعالى بلغة العرب {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ١٩٥} [الشعراء]، فرأوا فيه ألفاظاً فسروها بجهلهم على غير تفسيرها، وحملوها على غير معناها.
وإليك هذا المثال الذي يصور السبب الذي أوقعهم في الضلال: «الوجه» هذه لفظة مفردة، ومعناها واضح وهو وجه الإنسان الذي يشتمل على أنف وفم وعينين وخدين وشفتين و ... إلخ، وهذا المعنى يفهمه الخاصة والعامة والذكي والغبي والأمي و ... إلخ.
ولكن أهل اللسان العربي الذين نزل القرآن على لغتهم قد يريدون بالوجه معنى آخر إذا أدخلوه في الكلام المركب فترى قائلهم يقول مثلاً: هذا وجه الرأي، فجعلوا للوجه في هذا المثال معنى غير معناه المعروف.
➖➖➖➖➖➖
#من_ثمار_العلم_والحكمة_فتاوى_وفوائد
#للسيد_العلامة_الحجة:
#محمد_بن_عبدالله_عوض_المؤيدي (أيده الله وحفظه )
#العروة_الوثقى_الزيدية@alorwahalwuthqa
BY الدين النصيحة 📚
![](https://photo2.tgoop.com/u/cdn4.cdn-telegram.org/file/ovg5qjTMrLTed4u5BFTP1r35ZFzrQVWjJ5U440buFs0eX942GwmavoXeasrHtkbu-vDyVk0jXwRUn2HlcsusIa1DM04uOkqliIHbtNefNXXnW8ghr6XXD9ojm48yqajJzQbDNq1p0_0MtqwGl-XuAzlSuTQSroVbaaRsXfL07GyKzEtBTwfTk_8Sg1hY4yf5XiDcB9ZYDp6baOtdobJ7AWTIw5ENxp1K_4HwVFQ4qtYExuHcks3YROBCnc5QtCFYrTOoI46oIPFq578B87DaAdkoX8_cTMMAmpbinIuRfKDj-UKwLuyuzHP_zDQgBVrSZUezlUGknikFwDtZCYRhIQ.jpg)
Share with your friend now:
tgoop.com/aldiyn_alnasih/4089