tgoop.com/alfikh/4317
Last Update:
فتوى للدكتور وليد المنيسي الحنبلي
كل عام مع دخول فصل الشتاء تثار مسألة المسح على الجوارب المعاصرة ويبدأ بعض الناس في الإنكار بغير حق على الحنابلة ومقلديهم ممن يمسح عليها ، والمسح على الجوارب القماش والصوف هو من مفردات مذهب الحنابلة ، فلذلك لا يصح ولا يليق بطالب علم أن يأخذ من كتب المذاهب الأخرى ما يفسر به شروط الحنابلة ، فمثلا الصفيق عند الحنابلة هو ما لا يظهر منه لون الجلد فقط لا غير ليس عندهم أي قيد آخر في تعريف الصفيق ، ولا علاقة للحنابلة بما في مذاهب أخرى ممن يشترطون كون الممسوح عليه من جلد فيشترطون عدم نفاذ الماء فهذا ليس شرطا في الصحيح المعتمد عند الحنابلة ، وكذلك شرط إمكان متابعة المشي فيه ، فلو مشى خطوات على أرض ناعمة لصدق عليه أنه أمكن متابعة المشي فيه ، فكل ما يصدق عليه عرفا أنه مشي فهو مشي عند الحنابلة ، ولا يصح اقتباس تفسيرات من مذاهب أخرى لشرط إمكان متابعة المشي وإقحامها في مذهب الحنابلة ، وقد سبق أن كتبت في هذه المسألة ما أعيده هنا للفائدة :
أفتى شيخ حنابلة مصر في عصره محمد عبد اللطيف السبكي وشيخ حنابلة الشام في عصره محمد الشطي رحمهما الله بجواز المسح على الجوارب المعاصرة التي لا يظهر منها لون جلد البشرة تحتها، وحجة المانعين من المسح على الجوارب المعاصرة أمران مزعومان هما أنها ليست صفيقة وأنه لا يمكن متابعة المشي عليها ، وعند التدقيق في فهم المراد بالصفيقة عند الحنابلة نجد أنها التي لا يظهر منها لون البشرة وهذا الوصف ينطبق على معظم الجوارب الرجالية وعلى نصف الجوارب النسائية فهو ليس شرطا تعجيزيا كما يتوهم البعض ، وأما إمكانية متابعة المشي عليه فالمعتمد في كتب الحنابلة هو جواز المسح على الجوربين من صوف وقماش بدون اشتراط أن يكونا من جلد ولا أن يكون أسفلهما من جلد وما كان كذلك فينطبق عليه ما ينطبق على الجوارب الصفيقة المعاصرة أنه لو مشى به على الأسفلت وعلى أرض مليئة بأحجار ذات رؤوس مدببة أو بها مسامير سيتشقق ، فلو بطل المسح على الجوارب المعاصرة لبطل على القديمة وناقضوا أنفسهم ، ولكن لا يلزم من متابعة المشي عليهما أن تكون الأرض كذلك ، ولا أن يظل يمشي عشرين كيلومترا ، فالجوارب القديمة والمعاصرة كلها يمكن متابعة المشي عليها لمسافة معقولة على أرض ترابية يصدق عرفا على من مشاها أنه مشى طالما كانت الأرض غير أسفلتية وخالية من الحجارة والمسامير ، هذا و الصحيح في المذهب أن إمكان المشي فيه معناه أنه لا يسقط من رجله إذا مشى ولا ينشق ويتخرق إذا مشى كما في الإنصاف ، وقال في الإنصاف : " ومنها إمكان المشي فيه مطلقا على الصحيح من المذهب اختاره القاضي وأبو الخطاب والمجد وجزم به الزركشي وغيره وقدمه في الفروع وابن عبيدان ومجمع البحرين فدخل في ذلك الجلود واللبود والخشب والزجاج ونحوها قاله في مجمع البحرين وغيره من الأصحاب " اهـ
أما من قيد إمكان المشي فيه بقيود فهي أقوال أخرى غير الصحيح في المذهب المعتمد فيه ، ثم إن الجوارب المعاصرة يمكن أن يلبسها ثلاثة أيام بدون أن تتخرق ، ومشي المسافر إذا تردد لحاجته ليس هو المعتمد وإنما حكاه وجها وليس معناه أنه يسافر ماشيا على الجوارب ولكن المقصود به إذا نزل عن الدابة ومشى عنها إلى مكان نومه وأكله الذي لا يبعد كثيرا عن دابته ثم يرجع إليها .
BY مستجدات الفقه وأصوله - القناة
Share with your friend now:
tgoop.com/alfikh/4317