tgoop.com/alghazi_m/2718
Last Update:
«إن التزلّف بالأفكار، شأنه شأن التعرية في الطبيعة، ومآله مآلها: فالأفكار العظيمة - شأنها شأن الطود الأشم - تنحتها عوامل التعريّة حتّى تجعلها قريبة التناول والمرمى، إلّا أن هذا ينتقص من صورتها الأصلية ويقدّمها في صورة مختزلة. فإنما تكون هذه الأفكار في صورتها الأصلية النقيّة قائمة كالجبال الرواسي، يبصرها الناس فيهابونها. ثم يطالبون بأن تكون أيسر منالًا وأسهل تناولًا، فإذا ما انهمرت هذه المطالب على الأفكار العظيمة، فعلت فيها كما يفعل المطر المنهمر السيّال في قمم الجبال. إذ ينحت قممها الشمّ نحتًا حتّى تصير هضابًا ليّنة، ثم تستحيل وديانًا وأخاديد. وهذا النحت المستمرُ وإن جعل هذه الجبال أسهل منالًا فإنما هو يفعل بأن يسلبها قممها الشمّاء البهية الصلبة. وما أن تستحيل القمم وديانًا إلا وتراها سهلًا منبسطًا، غير أنه كذلك بسيط لا يورث إلّا فهمًا ضحلًا سطحيًا خلوًا من كل فهم أو تدبر عميق...
إن الذي يسير في الطريق الوعر الأصلي للجبل، هو وحده الذي يدرك كنهه وحقيقته، لا ذلك المتنزّه في الوادي»
[Screenshot from: Arctic Eggs]
BY الغازي محمد

Share with your friend now:
tgoop.com/alghazi_m/2718