قناة الشيخ أبي بكر الحمادي

خطبة جمعة بعنوان المهالك المردية لمن استهان بالمعصية

لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه

سجلت بتاريخ ١٨. جمادى الآخرة ١٤٤٦ه‍

مسجد النور الزرعان إب اليمن حفظها الله وسائر بلاد المسلمين


إن الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[ آل عمران : 102] .

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[ النساء : 1 ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب : 70 ،71].

أما بعد :  فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.

يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)}[النور:15].
فكم من ذنوب ومن معاصي يستهين العبد بها، يستهين العبد بها ويظنها أعمالاً هينة وهي عند الله عز وجل عظيمة، فلا تستهين يا عبد الله بشيء من المحرمات ومن المنهيات فرب منهي عنه تستهين به فتدخل به في نار جهنم والعياذ بالله، والعمل وإن كان من الصغائر إذا استهان العبد به ربما صار من الكبائر، وربما تكثر تلك الصغائر عليه فتشتعل عليه نارا والعياذ بالله، وقد جاء في المسند من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:" إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على المرء حتى يهلكنه، ثم ضرب النبي عليه الصلاة والسلام مثلا بقوم جمعوا حطبا ليصنعوا طعاما فجاء ذاك بعود وذاك بعود ثم أشعلوا ناراً وأنضجوا طعامهم، فهكذا الذنوب وإن كانت من الصغائر فإنها إن كثرت على العبد صارت ناراً مشتعلة، وربما دخل نار جهنم العياذ بالله، وكم من عمل سيء قبيح يستهين به العبد وهو من الأمور العظيمة المهلكة الموبقة، وقد جاء في البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر وإن كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهلكات، أي من الموبقات، فاستنكر عليهم رضي الله عنه احتقارهم لبعض الذنوب والمعاصي يعملونها وهي أدق في أعينهم من الشعر، وكان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام يعدونها من الموبقات أي من المهلكات، والذنب إن عظم في قلبك فإنك تبتعد عنه وتنجو من شره، وإن استهنت به في قلبك اجترأت عليه وهلكت والعياذ بالله

وكم من ذنوب مهلكة يظنها العبد من اللمم ويستهين بها وهي عظيمة عند الله عز وجل، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن العبد لا يتكلم بالكلمة ما يتبين فيها تهوي به في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب.
كلمة يستهين العبد بها من سخط الله عز وجل لا يتبين فيها ولا يتأمل في مدلولها ويتلفظ بها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب والعياذ بالله، وهي كلمة واحدة وكثير من الناس يتكلمون بالكلام المهلك السيء القبيح وإذا ما أُنكر على أحدهم قال إنما هو قول باللسان، إنما هو كلام إنما هو قول باللسان ليس له أساس في القلب، وما علم هذا المسكين الجاهل أن الكلمة من سخط الله عز وجل ربما تدخله نار جهنم ويقع في النار ويهوي بها أبعد ما بين المشرق والمغرب كما أخبرنا بذلك النبي عليه الصلاة والسلام.

وأكثر خطايا بني آدم من ألسنتهم، وقال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ حين قال له : وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!".
فلا تستهن بالذنب ولو كان بكلمة قبيحة، في مسلم من حديث جندب رضي الله عنه أن رجلا قال لأخيه المذنب : والله لا يغفر الله لفلان، فلما وقف بين يدي ربه سبحانه وتعالى قال له الله عز وجل : من ذا الذي يتألى علي أني لا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك، تكلم بكلمة أحبط بها آخرته وهلك بها والعياذ بالله، فإياك أن تحتقر الذنوب والمعاصي سواء كانت من الأقوال أو من الأفعال، ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، إياك من ذلك، إياك أن تكون كذلك ممن يستهين بمعصية الله عز وجل وهي عظيمة عند رب العالم

www.tgoop.com/alhamadi1439/2761

269 viewsDec 31 at 18:53

خطبة جمعة بعنوان المهالك المردية لمن استهان بالمعصية

لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه

سجلت بتاريخ ١٨. جمادى الآخرة ١٤٤٦ه‍

مسجد النور الزرعان إب اليمن حفظها الله وسائر بلاد المسلمين


إن الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[ آل عمران : 102] .

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[ النساء : 1 ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب : 70 ،71].

أما بعد :  فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.

يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)}[النور:15].
فكم من ذنوب ومن معاصي يستهين العبد بها، يستهين العبد بها ويظنها أعمالاً هينة وهي عند الله عز وجل عظيمة، فلا تستهين يا عبد الله بشيء من المحرمات ومن المنهيات فرب منهي عنه تستهين به فتدخل به في نار جهنم والعياذ بالله، والعمل وإن كان من الصغائر إذا استهان العبد به ربما صار من الكبائر، وربما تكثر تلك الصغائر عليه فتشتعل عليه نارا والعياذ بالله، وقد جاء في المسند من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:" إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على المرء حتى يهلكنه، ثم ضرب النبي عليه الصلاة والسلام مثلا بقوم جمعوا حطبا ليصنعوا طعاما فجاء ذاك بعود وذاك بعود ثم أشعلوا ناراً وأنضجوا طعامهم، فهكذا الذنوب وإن كانت من الصغائر فإنها إن كثرت على العبد صارت ناراً مشتعلة، وربما دخل نار جهنم العياذ بالله، وكم من عمل سيء قبيح يستهين به العبد وهو من الأمور العظيمة المهلكة الموبقة، وقد جاء في البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر وإن كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهلكات، أي من الموبقات، فاستنكر عليهم رضي الله عنه احتقارهم لبعض الذنوب والمعاصي يعملونها وهي أدق في أعينهم من الشعر، وكان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام يعدونها من الموبقات أي من المهلكات، والذنب إن عظم في قلبك فإنك تبتعد عنه وتنجو من شره، وإن استهنت به في قلبك اجترأت عليه وهلكت والعياذ بالله

وكم من ذنوب مهلكة يظنها العبد من اللمم ويستهين بها وهي عظيمة عند الله عز وجل، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن العبد لا يتكلم بالكلمة ما يتبين فيها تهوي به في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب.
كلمة يستهين العبد بها من سخط الله عز وجل لا يتبين فيها ولا يتأمل في مدلولها ويتلفظ بها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب والعياذ بالله، وهي كلمة واحدة وكثير من الناس يتكلمون بالكلام المهلك السيء القبيح وإذا ما أُنكر على أحدهم قال إنما هو قول باللسان، إنما هو كلام إنما هو قول باللسان ليس له أساس في القلب، وما علم هذا المسكين الجاهل أن الكلمة من سخط الله عز وجل ربما تدخله نار جهنم ويقع في النار ويهوي بها أبعد ما بين المشرق والمغرب كما أخبرنا بذلك النبي عليه الصلاة والسلام.

وأكثر خطايا بني آدم من ألسنتهم، وقال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ حين قال له : وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!".
فلا تستهن بالذنب ولو كان بكلمة قبيحة، في مسلم من حديث جندب رضي الله عنه أن رجلا قال لأخيه المذنب : والله لا يغفر الله لفلان، فلما وقف بين يدي ربه سبحانه وتعالى قال له الله عز وجل : من ذا الذي يتألى علي أني لا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك، تكلم بكلمة أحبط بها آخرته وهلك بها والعياذ بالله، فإياك أن تحتقر الذنوب والمعاصي سواء كانت من الأقوال أو من الأفعال، ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، إياك من ذلك، إياك أن تكون كذلك ممن يستهين بمعصية الله عز وجل وهي عظيمة عند رب العالم

BY قناة الشيخ أبي بكر الحمادي