tgoop.com/aljabri399/22155
Last Update:
*كلام الأقران يطوى ولا يروى:*
الحسد بين الأقران ظاهرة متجذرة في أعماق النفس البشرية، تعبر عن لحظة ضعف أمام إغراءات النفس والشيطان.
إنه انحراف عن ذلك المسار النبيل الذي كان بالإمكان أن يفتح أمام الفرد آفاقًا أوسع من الإبداع والإتقان.
ففي الأصل، التنافس الشريف هو دافع للتفوق، محفز للارتقاء، لكنه حين يخرج عن ذلك الإطار الأخلاقي ليصبح صراعًا محمومًا، فإنه يحيل العلاقة بين الأقران إلى مرارة تشوبها الأحقاد.
تلك الآفة التي تدفع الإنسان إلى السعي نحو الانتقاص من غيره، هي في الحقيقة صورة من صور الهروب من مواجهة الذات، ومحاولة التملص من مواجهة الحقيقة: أن الاختلاف فرصة للنمو، وأن تفوق الآخر لا يعني انتقاصًا من قيمة الذات، بل إشارة إلى إمكانيات يمكن الاستفادة منها لتصحيح المسار وتطويره.
الاختلاف بين البشر سنة كونية، وقدر محتوم لا مفر منه، هو ما يجعل من الحياة لوحة متعددة الألوان والأبعاد، وما إن نتمكن من فهم هذه الحكمة، حتى يتجلى لنا أن العقول المتباينة تغني بعضها البعض، وتفتح نوافذ جديدة من الإدراك والمعرفة. فلا يمكن للفكر أن ينمو في بيئة متجانسة، بل هو بحاجة إلى تحديات وإلى رؤى مختلفة تعيد تشكيله.
ولو أدرك الناس أن النجاح الحقيقي يكمن في تقبل تفوق الآخرين كدافع للارتقاء الذاتي، لما تلوثت علاقاتهم بتلك الأحقاد الخفية التي تسمم الأجواء وتضعف الأواصر. وكما قيل في الحكم: "كلام الأقران يطوى ولا يروى"، في إشارة إلى أن التراشق بين الأقران لا يحمل نفعًا، بل هو جرح مفتوح يجب تجاوزه كي تبقى الوداد والمحبة بين الأفراد.
BY الملتقى الإسلامي
Share with your friend now:
tgoop.com/aljabri399/22155