استعـن بالله ولا تعجـز

مما تحصل الغفلة فيه عند كثير من المتطهرين : غسالة النجاسة ، أو ما يسمى الماء المستعمل في إزالة النجاسة بعد نزوله ، كالماء المنفصل عند الاستنجاء في السبيلين ، والماء المتطاير من غسل الثوب المتنجس ، والماء المنفصل عن غسل نجاسة في الطريق ونحوها .
فإذا تطهر المتطهر بماء ونزل من الماء ما نزل وانفصل عن بدن المتطهر هل يحكم لهذا الماء بالنجاسة أم بالطهارة أم ماذا يقال فيه ؟ .
أولا : الماء المنفصل عن النجاسة بعد غسلها وقد ظهر عليه تغير وصفه بسبب مخالطته للنجاسة فهذا متفق على نجاسته .
ثانيا : الماء المنفصل بعد طهارة المحل ونقائه من النجاسة ولم يظهر عليه أثر التغير لأجل المخالطة ، فهذا محل الخلاف بين الفقهاء .
ولعل أظهر الأقوال مذهب الإمام مالك أن العبرة بتغير الوصف ، فإن انفصل الماء خاليا من أثر التغير في لونه أو ريحه أو طعمه فهو باق على أصله ، وإن انفصل متغيرا فحكمه حكم ما خالطه فتغير به ، فلو تغير لمخالطة النجاسة فهو نجس ، وإن تغير لمخالطة الطاهر فهو طاهر .
قال ابن الحاجب - رحمه الله - : [ والغُسَالَةُ المتغيرة نجسة ، وغير المتغيرة طاهرة ] جامع الأمهات (38) .
ونصره ابن تيمية رحمه الله.
وقالوا أيضا: هذا الماء المنفصل بعد نقاء المحل بعضه لا يزال في موضعه والمنفصل تابع للباقي ، والتابع له حكم المتبوع .
وتكلموا في الماء القليل واختلفوا فيه لأنه مظنة حمل النجاسة .
وقالوا في الماء المنفصل غير المتغير : إنه ماء خالط النجاسة فأزالها حتى أنها لم تؤثر فيه لانعدام أثرها ، فهو على هذا باق على أصل طهوريته .
والله أعلم بالصواب.

✍️الشيخ/ نبيل التومي حفظه الله

www.tgoop.com/alkharfietbaaalsalaf/17761

243 viewsAug 14 at 14:50

مما تحصل الغفلة فيه عند كثير من المتطهرين : غسالة النجاسة ، أو ما يسمى الماء المستعمل في إزالة النجاسة بعد نزوله ، كالماء المنفصل عند الاستنجاء في السبيلين ، والماء المتطاير من غسل الثوب المتنجس ، والماء المنفصل عن غسل نجاسة في الطريق ونحوها .
فإذا تطهر المتطهر بماء ونزل من الماء ما نزل وانفصل عن بدن المتطهر هل يحكم لهذا الماء بالنجاسة أم بالطهارة أم ماذا يقال فيه ؟ .
أولا : الماء المنفصل عن النجاسة بعد غسلها وقد ظهر عليه تغير وصفه بسبب مخالطته للنجاسة فهذا متفق على نجاسته .
ثانيا : الماء المنفصل بعد طهارة المحل ونقائه من النجاسة ولم يظهر عليه أثر التغير لأجل المخالطة ، فهذا محل الخلاف بين الفقهاء .
ولعل أظهر الأقوال مذهب الإمام مالك أن العبرة بتغير الوصف ، فإن انفصل الماء خاليا من أثر التغير في لونه أو ريحه أو طعمه فهو باق على أصله ، وإن انفصل متغيرا فحكمه حكم ما خالطه فتغير به ، فلو تغير لمخالطة النجاسة فهو نجس ، وإن تغير لمخالطة الطاهر فهو طاهر .
قال ابن الحاجب - رحمه الله - : [ والغُسَالَةُ المتغيرة نجسة ، وغير المتغيرة طاهرة ] جامع الأمهات (38) .
ونصره ابن تيمية رحمه الله.
وقالوا أيضا: هذا الماء المنفصل بعد نقاء المحل بعضه لا يزال في موضعه والمنفصل تابع للباقي ، والتابع له حكم المتبوع .
وتكلموا في الماء القليل واختلفوا فيه لأنه مظنة حمل النجاسة .
وقالوا في الماء المنفصل غير المتغير : إنه ماء خالط النجاسة فأزالها حتى أنها لم تؤثر فيه لانعدام أثرها ، فهو على هذا باق على أصل طهوريته .
والله أعلم بالصواب.

✍️الشيخ/ نبيل التومي حفظه الله

BY استعـن بالله ولا تعجـز