tgoop.com/alkulife/11035
Last Update:
مفارقات المولد..
هنا مجموعة مفارقات لاحظتها في جدليات الناس في أمر المولد:
المفارقة الأولى: المجتهد المقلد:
وهذه تكلمت عليها آنفًا وأكرر الأمر وأوضح، مشهور أن كثيرًا من الصوفية يدعُون إلى تقليد المذاهب الفقهية المشهورة وعدم الخروج عنها، ويعيبون على السلفيين مسألة (فقه الراجح) بمعنى أنهم يرجِّحون بين المذاهب المختلفة بحسب الدليل، ويرون أن هذا بمنزلة ادعاء الاجتهاد الذي لم يتأهل له السلفيون.
ثم تجدهم في أمر المولد يجتهدون في الاستدلال للمولد بأدلة يأتون بها من السنة وغير ذلك، ويرون أنفسهم وقفوا على هدى ما وقف عليه الأئمة المجتهدون الأوائل في القرون الأولى!
هذا الذي يفعلونه أشد بكثير من الترجيح بين مذاهب الأئمة بحسب الأقرب للدليل، فالترجيح بين أقوالهم أهون من الاستدراك عليهم جميعًا.
المفارقة الثانية: إجماع المقلدين:
الدعوة للمذهبية مبنية على اعتقاد انقطاع الاجتهاد وعدم تجزُّئِه، والإجماع المعتبر في كتب الأصوليين هو إجماع المجتهدين، فمن يدعي إجماع الناس أو المذاهب على المولد ليُلزِم الآخرين إنما يحتج بإجماع غير معتبر عند دعاة المذهبية وهو إجماع المقلدة (علمًا أنه لا إجماع).
ولهذا لما ادَّعى الجويني الإجماع على تقليد الميت مع قوله بانقطاع الاجتهاد اتهمه النقشواني بالتناقض، لأن الإجماع مختصٌّ بالمجتهدين، وحاول جماعة دفع هذا التناقض، انظر البحر المحيط (٨/ ٣٥١).
المفارقة الثالثة: الاستفادة لا تدل على التزكية:
عادة ما يتكثر الأشعرية والصوفية بأن منا فلان ومنا فلان، وكأن العلوم انحصرت بهم، وكأن هؤلاء ما انتفعوا بغيرهم ممن يخالفون الأشعرية والصوفية.
ثم تجدهم يستفيدون المولد من العبيديين القرامطة المتفق على كفرهم ولا يرون أنفسهم متناقضين إذ استفادوا منهم فائدة عظيمة تدل على محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- مع تكفيرهم لهم!
المفارقة الرابعة: مَن سلفُك في إنكار هذه البدعة!
وُجِّه لي سؤال عن أول من أنكر المولد! كأن السائل يريد القول بأن إنكار المولد هو البدعة! ولا أدري هل يريد من السلف أن ينكروه قبل وقوعه! أم لا يريد أن يدخل إنكار المولد في حيز البدعة الحسنة!
المفارقة الخامسة: في هذه الأيام وُجِّه لي سؤال عن الاحتفال بعيد الميلاد وصادف أنه شهر ميلادي بالتاريخ النصراني.
فتفطنت إلى أن الناس الذين يحتفلون بميلادهم يحتفلون بالتاريخ النصراني، ويحتفلون بمولد النبي صلى الله عليه وسلم فيما يدعون بالتاريخ الهجري!
المفارقة السادسة: المولد وإطعام الجائع:
يقول بعض الأخوة: إطعام جائع خير من إقامة الموالد في الجوامع.
غير أنك لا تجد من يقول هذه الكلمة، بل ستجد بعض الرأسماليين يشجع على هذا لأنها مناسبة يتم الإنفاق فيها وتحريك السوق، ولكن أعياد المسلمين الفطر والأضحى يُطعَم فيها الفقراء، أما المولد فلا نرى فيه ذاك في الغالب.
وحجة تحريك السوق ووجود أناس يعملون بهذه الأعمال وعندهم بيوت حجةٌ دائمًا تُستخدم، فحتى المهرجان السينمائي لمَّا احترق المكان الذي سيقام فيه قال بعضهم للفرحين بهذا: هل تعلمون كم أسرة مستفيدة من هذا المكان (وكأن المهم الكسب حلالًا كان أو حرامًا).
ثم لماذا لا يُقال في الجوامع: (الإمام والمؤذن وعامل المسجد وعامل صيانة المسجد يفتحون بيوتًا أيضًا)؟!
BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkulife/11035