tgoop.com/alkulife/11307
Last Update:
ما الفائدة من أبحاث جواز تهنئة النصارى بأعيادهم أو الاحتفال بالكريسمس؟
(ما الفائدة من هذا البحث؟)
سؤال اعتدنا على سماعه إذا تكلمنا في مسائل العقيدة أو بعض الدقائق الفقهية، وغالبًا ما ينتظر السائل فائدة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية.
وهنا سأحاول أن أمارس الأسلوب نفسه مع دعاة جواز الاحتفال بأعياد النصارى والذين دائمًا ما يثيرون الجدل في هذا السياق.
فتجده يكتب تهنئة لهم في صفحته ثم تشتعل التعليقات بالمناقشات بين المجيزين والمانعين.
ماذا لو لم يُظهر رأيه بالإباحة خصوصًا وأن عامة العلماء بل هناك إجماع منقول على خلاف قوله؟
هل سيترتب على تركه للتهنئة أيُّ سفك للدماء؟
هل ستلغي هذه التهنئة آثار القنوات التنصيرية والردود الإسلامية عليها وحالة الاحتقان؟
هل يطمع أي أحد منهم بإقناع المحرمين بصواب قوله بصورة قطعية؟ (لو طمع بإقناع النصارى بترك دينهم لكان ذلك أقبل في العقل)
فما دام الخلاف بين المسلمين في هذه المسألة لا يمكن حسمه ويثير إظهار القول بالإباحة حزازيات بينهم ونقاشات طويلة ويلهيهم عن الكلام في المحرمات المتفق عليها أو الواجبات المتفق عليها، فكيف لإنسان يزعم أنه مع الوحدة الإسلامية والابتعاد عن أسباب الخلاف أن يثير هذه المسألة بشكل متكرر كل عام مما يضطر مخالفيه للرد عليه فهو يرضي بعض النصارى بإغضاب الكثير من المسلمين؟!
وحتى النصارى لا يرضون على التحقيق، فهم أنفسهم غير متفقين في هذا ولا يهنئ بعضهم بعضًا في أعيادهم، فهل نطمع نحن بأن نكون أقرب إليهم من أبناء دينهم؟
إذا كان عدم ذهابك معه إلى الكنيسة أو عدم ذهابه معك إلى المسجد لا يؤثر في مفهوم التعايش عندك فكذلك عدم التهنئة بالأعياد.
وإذا كنت تربط التهنئة بمصالح معينة تزعمها فأنت توجه الاتهام للمحرمين بأنهم يفوِّتون هذه المصالح وسيأتي الوقت الذي يوصل فيه للإنكار على من لا يحتفل، وهذا واقع مشاهد في عدد من البلدان.
هل هو الطمع بحيازة لقب (المعتدل)؟ أو مناكفة للمحرمين؟
لقب المعتدل من بعض الناس يقابله لقب (المميع) و (المداهن) من آخرين، وقضاء العمر في المناكفات لا يجوز بعده الزعم أنك تدعو لاعتدال أو وحدة إسلامية ثم تشغل حياتك بمناكفة من لا يوافق رؤيتك، فإذا كنت تعظِّم رؤيتك للاعتدال هذا التعظيم فكذلك غيرك يعظم مذهبه الذي ورثه عن سلفه، فلماذا أنت معتدل وهو متطرف وكلاكما متصلب في مذهبه؟ وإذا اتسع صدرك للمخالف في ذات الله فليتسع صدرك للمخالف فيما هو أهون.
BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkulife/11307