tgoop.com/alkulife/11569
Last Update:
باب ما جاء في مراعاة عزة نفس المتصدق عليه..
قال ابن يونس في تاريخ مصر: "855- عبد العزيز بن بحير بن ريسان الرّعينىّ: يكنى أبا محمد. روى عن جماعة. كان بمصر، وانتقل إلى إفريقية، وأوطنها. وكان جوادا كريما، مطعاما للطعام. ذكر عنه أنه قيل له: إن ناسا من أهل الشرف يحضرون طعامك ويستحيون.
فأمر غلمانه إذا قدّموا الطعام أن يطفئوا المصابيح".
أقول: هذا الجواد الكريم كان يضع الموائد للمحتاجين يأكلون منها.
فقيل له: إن ناسًا من أهل الشرف يحضرون طعامك ويستحيون.
والمراد أن أناسًا لهم شرف في النسب أو الجاه يحضرون هذه الموائد الوقفية، ويبدو أن ذلك لأنهم افتقروا، وهذا يقع أن يكون المرء ذا مال وجاه أو ذا نسب رفيع ثم تدور عليه الدوائر فيحتاج بعد أن كان في كفاية.
ولحالهم القديم فيهم عزة نفس وحياء مع ما فيهم من حاجة، فأمر الرعيني صبيانه أن يطفئوا المصابيح عند الموائد حتى لا تُرَى وجوههم ويعرفهم الناس فيذهب ما بهم من حياء.
واليوم نرى كثيرين يحسنون للفقراء في مواقع التواصل غير أنهم لا يراعون هذا المعنى، فتراه يتصدق على المرء ويظهر وجهه للناس، وربما يكون هذا الإنسان يتحرج من ظهوره غير أنه إذا أحسنوا إليه يستحي أن يخاطبهم بهذا الأمر.
وقد جعل الله عز وجل في البرامج الحديثة غنية فسهل التغبيش على الوجه.
ومن الناس من لا يمانع في ظهور وجهه وإنما الشأن فيمن يتحرج.
BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkulife/11569