tgoop.com/alkulife/11645
Last Update:
صلاة الظهر في جماعة خير من كل الفضل الذي تطلبون (والجمعة آكد)..
يلاحَظ حرص الناس على صلاة القيام في العشر الأواخر، وذلك أمر حسن ويبعث على السرور.
غير أن الإشكال في الزهد بصلاة الفريضة أو التخلف عنها، خصوصًا صلاة الظهر في جماعة، ولا يدري كثيرون أن صلاة الظهر في جماعة أعظم من فضل قيام الليل باتفاق.
قال عبد الرزاق في المصنف: "2027- عن معمر، عن الزهري، عن سليمان بن أبي حثمة، عن الشفاء بنت عبد الله، قالت: دخل علي بيتي عمر بن الخطاب، فوجد عندي رجلين نائمين، فقال: وما شأن هذين، ما شهدا معي الصلاة؟ قلت: يا أمير المؤمنين، صليا مع الناس، وكان ذلك في رمضان، فلم يزالا يصليان حتى أصبحا، وصليا الصبح، وناما، فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة، أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح".
وهذا سند صحيح، فهذان الرجلان قاما الليل كله في رمضان وفاتتهما الفريضة في جماعة فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة، أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح.
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة في حديث قدسي: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه".
وقال عبد الرزاق في المصنف: "2031- عن ابن جريج، قال: قال عطاء: شهود صلاة مكتوبة ما كنت، أحب إلي من قيام ليلة، وصيام يوم".
وهذا إسناد صحيح إلى التابعي عطاء بن أبي رباح أفقه التابعين بالمناسك.
ومما يضاعِف أجر صلاة الظهر في جماعة في رمضان غفلة الناس عنها، والعابد في حال غفلة الناس يضاعَف أجره.
قال التابعي الجليل مورق العجلي:
"المتمسك بطاعة الله إذا جبن الناس عنها كالكار بعد الفار".
[ابن أبي شيبة في المصنف 36296]
وقال عون بن عبد الله:
"ذاكر الله في غفلة الناس كمثل الفئة المنهزمة يحميها الرجل لولا ذلك الرجل هزمت الفئة
ولولا من يذكر الله في غفلة الناس هلك الناس".
[حلية الأولياء - ترجمته]
قال ابن رجب:
"ذكر الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة
ولولا من يذكر الله في غفلة الناس هلك الناس".
[شرح البخاري ٣/ ١٤٠]
وفي الحديث الصحيح: "العبادة في الهرج كهجرة إلي".
ولعل هذا مأخذ العلماء الذين قالوا باستحباب صلاة التراويح في أول الليل كل الشهر تخفيفًا على الناس وحفظًا للفرائض، فكثيرون إن تأخر نومهم ليلًا أوشكوا أن يفرِّطوا في فرائض النهار.
وهذا ليس تزهيدًا في صلاة الليل بل فضلها عظيم معروف، والمرء يجمع بين الفريضة والنافلة يجتمع له الخير كله، غير أن التنبيه على الحرص على المفضول مع إهمال الفاضل.
BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkulife/11645