tgoop.com/alkulife/11878
Last Update:
تعليم العلم وخلقي السخاء والصبر..
قال تعالى: {يا أيها المدثر • قم فأنذر • وربك فكبر • وثيابك فطهر • والرجز فاهجر • ولا تمنن تستكثر • ولربك فاصبر} [المدثر]
أقول: وقفت عند قوله تعالى: {ولا تمنن تستكثر} وما علاقتها بالسياق، وإذا عدت إلى كتب التفسير ستجد للآية عدة تفسيرات، غير أن هناك تفسيراً منها يفتح آفاقاً.
قال الطبري في تفسيره: "(ولا تمنن تستكثر) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: ولا تعط يا محمد عطية لتعطى أكثر منها.
ذكر من قال ذلك".
ثم ذكر هذا القول عن ابن عباس وبعض تلاميذه وقتادة -مفسر البصريين- وإبراهيم النخعي -فقيه الكوفيين- (وقد ذكر أقوالاً أخرى عن مفسرين آخرين).
وكأن هذه الآية -وفقاً لهذا التفسير- في تعليم أصل السخاء، لأنك لا تصير تعطي العطية ولا تفكر بأخذ ما هو أكبر إلا إذا كنت سخياً، وهناك سخاء طبعي وهناك سخاء إيماني.
فالسخاء الإيماني هو الذي بنيَ على عقيدة، فالمرء لا يريد من الناس أن يأخذ أكثر لطمعه بما عند الله عز وجل، ويقينه بخَلَفه وهذا هو الذي يناسب السياق.
وعبادة الزكاة تقوي هذا المعنى في القلب، وكذا عامة العبادات المالية، وأما عبادة الصوم فتقوي خلق الصبر وقد جاء بعدها {ولربك فاصبر}.
وخلق السخاء وخلق الصبر من أعظم ما يحتاج إليه معلم الناس الخير القائم بواجب النذارة، فهو يحتاج للصبر في مقام العلم والتعليم، ومحتاج للسخاء في مقام التعليم ألا يبخل على الناس بشيء ينفعهم قط.
فالصلاة معلمة للإخلاص مذكرة بالغاية، والزكاة معلمة للسخاء، والصيام معلم للصبر، وهذا كله يحتاجه العالم لهذا أنفع المعلمين من عمل بعلمه.
وبقية الأخلاق المحتاج إليها مرجعها إلى خلق الإخلاص والسخاء والصبر.
فعلى سبيل المثال الشجاعة والحلم:
الشجاعة سخاء بالنفس، صبر على شدة الأعداء، يرفده الإخلاص والاحتساب،
والحلم صبر عن الغضب، فإنما الحلم بالتحلم وسخاء بالعفو يرفده الإخلاص والاحتساب إن كان في محله.
BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkulife/11878