tgoop.com/alkulife/12496
Last Update:
أعتق أساراك عسى أن تُعتَق
حين يدعو الشيخ في الصلاة (اللهم أعتق رقابنا من النار) يصيب ذلك شغاف قلب كل من فيه بقية حياة.
فمن زُحزِحَ عن النار وأُدخِل الجنة فقد فاز، وهذا الفوز الذي ما بعده خسران أبدًا، فوز يُنسِي كل خسران، وإن فات لم ينفع في تعويض فوته كل فوز.
غير أن كثيرًا منا يغفل عن أن له أسارى لو تقرب إلى الله بإعتاقهم لرُجِيَ له أن يعتقه الله عز وجل {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} [النور]
فمن هم هؤلاء الأسارى؟
الجواب: من لك عليه حقوق ومن لك عنده مظلمة، وهذان يتداخلان فكل تقصير في حقك مظلمة، وقد يأتي الظلم مستقلًا.
فالأب له حقوق على أبنائه والأبناء لهم حقوق على آبائهم، وكذلك الأزواج لكل منهم حق على صاحبه، وهكذا..
قال الطبري في تفسيره: "وقوله: (يوم يفر المرء من أخيه) يقول: فإذا جاءت الصاخة في هذا اليوم الذي يفر فيه المرء من أخيه. ويعني بقوله: يفر من أخيه: يفر عن أخيه (وأمه وأبيه وصاحبته) يعني: زوجته التي كانت زوجته في الدنيا (وبنيه) حذرا من مطالبتهم إياه بما بينه وبينهم من التبعات والمظالم".
قال البخاري في صحيحه: "6535 - حدثني الصلت بن محمد، حدثنا يزيد بن زريع: {ونزعنا ما في صدورهم من غل} [الأعراف: 43] قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا»".
وأولى الناس بالعفو أهل العفو وأولى الناس بالعتق أهل العتق.
فإن قيل: ماذا لو تنازلنا عن حقنا وغيرنا لم يتنازل عن حقه الذي عندنا؟
فيقال: الجواب في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم} [التغابن]
عدوًّا لكم لأن بينكم حقوقًا واقتصاصًا لذا يكون الفرار، فإن عفوت فذلك خير على كل وجه، فالعافي يحثُّ غيره على العفو، ورب العالمين لا يضيعه أبدًا، ويرضي أصحاب الحقوق عنه.
قال تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين} [الشورى]
BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkulife/12496