tgoop.com/alkulife/12542
Last Update:
هبك عفا عنك فلِمَ توبق نفسك مرة أخرى
مع كثرة الحديث عن أسباب العفو والمغفرة في هذه الأيام -مِن فضل الليالي العشر وفضل صيامها وقيامها وعامة الأعمال الصالحة فيها- تتشوَّف نفوس الكثيرين لنيل هذا الفضل، حتى إن الأئمة إذا دعوا بالعفو والمغفرة فإن الأصوات ترتفع بالتأمين، وربما يرجو المرء من بركة دعاء المسلمين وقد اجتمعوا ما لا يرجو من عمله، ولا عجب، فدعاء المسلمين سبب للمغفرة عند الصلاة على الميت كما ورد في فضل صلاة الجنازة فيمن صلى عليه أربعون، وكذلك دعاء المسلمين في هذه الليالي لها من ذلك الفضل.
غير أن كثيرًا منهم ينحصر اجتهاده واتقاؤه للمحارم في هذه الليالي ثم يعود لحاله بعدها.
فيقال له: إنك حين تدعو بالمغفرة فما الذي يخطر على بالك؟ أليس ذنوبًا اجترحتها وتخشى من مغبَّتها يوم القيامة؟ فهبك غُفِر لك في هذه الأيام ألا يكون لك في ذلك عبرة؟
فلو أن رجلًا أصيب بمرض منعه الراحة أو النوم واجتهد في علاجه إلى أن شفي منه، فإنه بعدها لن يتعاطى أسباب وقوعه في المرض وسيهابها أشد الهيبة.
ولو أن رجلًا ابتُلي بدَين أرَّقه واجتهد وتعب حتى أزال هذا الدين عن عاتقه، أتراه بعدها يُبذِّر أو لا يجتهد في جمع المال بالحلال؟
وهكذا ذنوبك، فهي كالمرض أو الدَّين بل أشد، ولا تدري هل ستبلغ شهر رمضان القادم أم لا تبلغه.
أما الاجتهاد بالطاعات فهذا باب يمضي به المرء شيئًا فشيئًا، ويبعد أن يكون نشاطك بعد رمضان مثل نشاطك في رمضان، غير أن الأمر الشديد الذي ينبغي أن تُعنى به التقصير بالواجبات وفعل المحرمات، عليك أن تتقي الأمرين وتتدارك ما يقع منك وتقلله حتى يكون لممًا مغمورًا بالطاعات.
وأنت في كل ذلك لا تشاهد طاعتك وإنما تشاهد فضل الله عز وجل عليك إذ ضاعف لك الأجر ومَنَّ عليك بمواسم الخير.
ولا يدري أحدنا هل غُفِر له أم لم يغفر ولكنه يرجو من فضل الله، غير أن بعض الناس يتصرف وكأنه غُفِر له ثم تراه يعود للإسراف على نفسه.
BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkulife/12542