tgoop.com/alkulife/12547
Last Update:
ليلة استقبال الملائكة
قال ابن سعد في الطبقات (7/174) ط دار الكتب العلمية: "أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: كان ثابت وحميد يغتسلان تلك الليلة ويتطيبان ويحبان أن يطيبا المسجد بالنضوح الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر".
هذا إسناد صحيح، وثابت بن أسلم البناني وحميد الطويل تابعيان بصريان تتلمذا على أنس بن مالك رضي الله عنه.
وفعلهم هذا أحسب أنه من فقههم بالكتاب والسنة.
ووجه هذا أن رب العالمين قال في ليلة القدر: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر}
قال الطبري في تفسيره: "اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: تنزل الملائكة وجبريل معهم، وهو الروح في ليلة القدر (بإذن ربهم من كل أمر) يعني بإذن ربهم، من كل أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل وغير ذلك".
وقال: "وقال آخرون: (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم) لا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلموا عليه".
أقول: والقول الثاني رُوِيَت فيه أحاديث لا تصح.
وقال سعيد بن منصور في سننه: "2497 - نا خلف بن خليفة، قال: سمعت منصور بن زاذان يذكر في قوله: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر • سلام هي حتى مطلع الفجر }، قال: ليلة القدر، تنزل الملائكة في تلك الليلة من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الغد، يمرون على كل مؤمن، ويلقون كل مؤمن: "السلام عليك يا مؤمن، السلام عليك يا مؤمن".
قال سعيد: فقلت له: عن الحسن؟ فقال: لا".
خلف بن خليفة اختلط غير أن هذه الرواية يرويها عن شيخه مباشرة فليست مظنة غلط.
وقال سعيد بن منصور: "2498 - نا هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، عن الشعبي، قوله: {من كل أمر • سلام هي حتى مطلع الفجر}، قال: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يطلع الفجر".
ولا يبعد صحة هذا، وقد علم في السُّنَّة أن الملائكة تبغض روائح السوء وتحب الروائح الطيبة.
قال مسلم في صحيحه: "74 - (564) وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أكل من هذه البقلة، الثوم - وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم"".
وقال ابن أبي شيبة في المصنف: "1815- 1810- حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي، قال: إذا قام أحدكم من الليل فليستك (يعني ليستخدم السواك)، فإن الرجل إذا قام من الليل فتسوك ثم توضأ ثم قام إلى الصلاة جاءه الملك حتى يقوم خلفه يستمع القرآن، فلا يزال يدنو منه حتى يضع فاه على فيه، فلا يقرأ آية إلا دخلت جوفه".
فإذا عُلِم نزول الملائكة في هذه الليلة أو مظنة نزولهم وهم يحبون حلق الذكر وصح أنهم يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر وتصلي على المرء ما دام في مصلاه، فعلم أنهم يجتمعون في المساجد ويقتربون من أهل الذكر والقراءة لذا تنظف هذان التابعيان وطيبا مواطن الصلاة.
والملائكة يستغفرون لأهل الإيمان ويحبون أن يُغفَر لهم، قال تعالى: {والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم}
لذا تراهم مستبشرين بالليلة التي يُغفر بها لأهل الإيمان يشهدون الأمر، وعسى أن يأتي لقاء في الآخرة يدخلون على أهل الإيمان الجنةَ ويسلمون عليهم.
BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkulife/12547