tgoop.com/alkulife/13233
Last Update:
لا تُذهب أجر عطشك في الصيام أو تُضْعفه بالبدع أو إعانة الظالمين…
باب الصيام في الجنة اسمه: باب الريَّان.
جاء في الحديث: «في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون».
والريان مشتق من الارتواءِ من العطش.
وأول ارتواء أهل الجنة شربهم من حوض النبي ﷺ.
وقد ثبت في السنة التنبيه على خصال تمنع الشرب من الحوض، ويعني ذلك أنها تمنع من الريّ.
في «صحيح البخاري» من حديث أبي هريرة: «بينما أنا نائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرَى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم».
فهؤلاء فئة يُذادون عن الحوض وهم مسلمون، بدليل ذكر نجاة جماعة منهم، فارتدادهم ليس الردة الكبرى، وفي الحديث الآخر ذِكْرُ سبب ذودهم: «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» أي أنهم ابتدعوا في الدين، وهذا ما فهِمه عددٌ من شراح الحديث.
ومن أسباب الذَود عن الحوض: إعانة الظالمين وتصديقهم بكذبهم.
قال ابن أبي عاصم في «السنة»: "٧٥٩- حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا سهل بن أسلم العدوي، ثنا يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، عن النبي ﷺ أنه قال: «سيكون بعدي أمراء، يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم، ومن أعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، ولا يرد علي الحوض، ومن لم يصدقهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه، ويرد علي الحوض»".
فجعلَ ﷺ إعانة الظالمين وتصديق إعلامهم الكاذب من أسباب عدم ورود الحوض.
وفي الحديث المشهور بين العامة والخاصة: "مَن لم يَدَعْ قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يَدَعَ طعامه وشرابه" رواه البخاري من حديث أبي هريرة.
ومِن قول الزور: إعانة الظالم ونشر كذِبه.
فتأمل المناسبة بين الحديثين، أحدهما جعلَ إعانة الظالم المتكلم بالزور الحاكم به سبباً لعدم ورود الحوض، والآخر جعلَ الأمر سبباً لعدم الحصول على ثواب باب الريَّان، ففي الأمر فقدان الريِّ أوله وآخره، فتأمل هذه النُّكتة العجيبة.
واليوم يكثر مثل هذا، باسم "الوطنية" تارةً وباسم الكلام في السياسة والأمور العامة والمشاركة في الحياة السياسية تارةً أخرى.
BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkulife/13233