tgoop.com/alkulife/13285
Last Update:
في هذه الليلة لا تغفل عن عامل الخفاء...
ليالي العشر مباركة وفيها ليلة القدر والليل محل الخفاء، والخفاء مقرون في نفوس الصالحين بالإخلاص، والإخلاص مقرون في النصوص بمضاعفة الأجور.
فلا نغفلن عن هذا المعنى.
قال تعالى: {ذِكر رحمت ربك عبده زكريا • إذ نادى ربه نداءً خفيًّا}.
فتأمل قوله: {خفيًّا} وكأن الخفاء زاد في الإخلاص والضراعة؛ فكان ذلك أرجى للقبول، وكم يغفل الناس في هذه الليالي عن الدعاء في غير وقت القنوت.
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه».
تأمَّل «خالياً» وما أسعد المرء الذي ذكر الله خالياً في هذه الليالي ففاضت عيناه؛ فحصَّل أجراً مضاعفاً وظل العرش وسلامة عينه من أن تمسها النار.
وفي الحديث نفسه: «ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شمالُه ما تنفق يمينه».
وقد كان النبي ﷺ في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة.
وفي الإخفاء: حفاظ على كرامة الفقير وسلامة قلب الغني من الرياء، وذلك نور على نور.
وفي الحديث: «الجاهر بالقرآن، كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن، كالمسر بالصدقة».
قال الترمذي معلقاً على هذا الخبر: «ومعنى هذا الحديث أن الذي يسرُّ بقراءة القرآن أفضل من الذي يجهر بقراءة القرآن، لأن صدقة السر أفضل عند أهل العلم من صدقة العلانية، وإنما معنى هذا عند أهل العلم لكي يأمن الرجل من العُجْب، لأن الذي يسرُّ العمل لا يُخاف عليه العُجْب ما يُخاف عليه من علانيته».
وقد يكون لصدقة العلانية فضل إن أراد حث الناس على الخير، كما في حديث: «من سن في الإسلام سنة حسنة».
وقد قال الزبير بن العوام: «من استطاع أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل» رواه أبو داود في «الزهد» بسند صحيح عنه.
هنا يحث على استثمار عامل الخفاء، ففيه تحقق الإخلاص ومضاعفة الأجور.
وفي حديث زرارة بن أوفى في سنن ابن ماجه: "يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام وصلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".
تأمل قوله ﷺ: «والناس نيام» يريد عامل الخفاء، كما ورد في القرآن: {وبالأسحار هم يستغفرون}.
BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkulife/13285