tgoop.com/alkulife/8081
Last Update:
ما الذي تبقى من الحاكمية؟
هذا الكلام أكتبه لمن فيه غيرة حقيقية على شرع الله عز وجل ولم يتخذ الكلام على شرع الله سلما فحسب حتى إذا فتحت له أبواب الدنيا أدمن التنازلات
نحن نعرف العالمانيين الذين يحاربون الشريعة صراحة وهؤلاء أمرهم مكشوف غير أن هناك من الكتاب والمشاهير ممن يقال عنهم ( إسلاميين ) وتجد الكثير منهم له صولات وجولات مع العالمانيين ومع ذلك تجدهم يتقاطعون مع هؤلاء العالمانيين بالكثير من الأطروحات والتي في نهايتها تنتهي إلى ما يريده العالمانيون وتراهم يدخلون على من فيهم خير باسم حرب الاستبداد ونصرة الشريعة ، وسأذكر فيما يلي ما يحضرني مما سمعته أو قرأته من هذا الضرب من الكتاب والمشاهير من التشويش على الأحكام الشرعية لصالح المنظومات العالمانية
فمنهم من سمعته يؤصل لتتبع الرخص والأقوال الشاذة فيقول أننا إذا حكمنا لن ننكر أي شيء فيه خلاف ثم ضرب مثالاً بالغناء والسينما حتى السينما فيها خلاف ! ومثل هذا منهجه إباحي فلا هو يتبع مذهباً فقهياً فيأخذ برخصه وشدائده ولا هو يتبع الدليل بل يبحث عن أي عالم أباح فيأخذ بقوله مهما كان شاذاً أو غريباً لأنه خاضع في الواقع للمذاهب الليبرالي في توسيع الحريات الفردية وقد رددت عليه في مقال مستقل وهذا الرجل يعتبر في زماننا من رموز ما يسمونه ( الوعي ) وهو له ذكاء وحنكة ولكنه لا يخلو من إشكالات القوم
وفي السياق نفسه مسئول في حركة تصنف إسلامية لما سألوه عن الخمارات في المدينة التي يحكمها قال لا نية لنا في إغلاقها لأن عندنا قاعدة ( لا إكراه في الدين ) ولا أدري ما فائدة الحدود الشرعية إذا كان فهمه للآية صحيحاً وما فهم مسلم هذا الفهم
وآخر يأخذ صفة ( معارض إسلامي ) يدعو إلى السماح لليهود والنصارى بالبغاء وبيع الخمور داخل ديار الإسلام إن سكنوها ونأخذ منهم الجزية وقد رددت عليه هنا في القناة
وآخر يدعو إلى عدم إلزام نساء اليهود والنصارى بأي لباس محتشم داخل الدولة الإسلامية وهذا أيضاً رددت عليه هنا في القناة
وآخر صاحب قناة مشهورة وله كتاب في السيرة يقول أن الدولة الإسلامية لا علاقة لها بلباس المرأة
وهؤلاء جميعاً ينطلقون من الأصل الليبرالي في جعل الحرية الفردية قيمة عليا ولكنهم يحاولون شرعنة هذا الأصل
وأحد مشاهير الكتاب الحركيين في السودان رأيت له مشاركة في مؤتمر عن التعامل مع الغير المسلمين يعلق على بحث ذكر أحكام أهل الذمة والشروط الغمرية فتضايق جداً وقال هذه أحكام صارت من التاريخ وينبغي أن تلغى
وسمعت أحدهم يشوش على الجزية بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذها من اليهود في المدينة ( ونسي أنها فرضت في سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن وبعدها ما ترك المسلمون الجزية ) وهذا في قناة صاحبها يصنف سلفياً وله ميول حركية
ورأيت بعضهم صنف كتابًا في اختيارات شيخ الإسلام الفقهية فلما وصل إلى مسألة دية الذمي فمال إلى كونها مثل دية المسلم لا اعتمادًا على الدليل وخالف تقريره تقرير شيخ الإسلام وكان رافده أَن هذا المناسب للعصر ( يعني المناسب للقيم المبنية على الكفر بصدق الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله )
وكاتب آخر كتب مقالاً طويلاً عريضاً في أن الجزية حكم مرحلي وقد رددت عليه وهو الآن مسجون فرج الله عن كل مكروب من أهل الملة ، وكاتب قديم له تعظيم زائد عن الحد بين الشباب اقترح إسقاط الجزية وتسميتها ضريبة وإطلاق الاسم نفسه على الزكاة حتى يكون شركاء الوطن متساوين
=
BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
Share with your friend now:
tgoop.com/alkulife/8081