قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

لو كان الهنود أو أهل الصين لهم السيادة العسكرية والاقتصادية في هذا الزمان لكنا الآن نعطل بحسب أعياد بداية السنة الصينية أو الهندية ( إن كانت هناك سنة لهم )

ولكنا حريصين على تهئنة القوم بأعيادهم إن كان لهم جالية عندنا

العجيب أَن هؤلاء المنسحقين أمام الثقافة السائدة يعيبون على فقهاء المسلمين على مر التاريخ ما يسمونه جمودا

فَلَو فرضنا أَن هؤلاء الفقهاء فعلا كانوا جامدين وأنهم لا يتبعون منهجية علمية صارمة والحق واحد ولا يتعدد ولا يزيده الزمان إلا ثباتًا

لو فرضنا صحة هذه الدعوى فما زاد الفقهاء على أَن كانوا مثل التغريبيين اليوم ؟

فإن قلت : كيف هذا ؟

فأقول : التغريبي اليوم خاضع للثقافة السائدة إلى درجة التأريخ بتاريخ القوم والتأثر بهم ملبسًا وخلقا وجعلهم القدوة والمثل الأعلى في كل شيء لسيادتهم السياسية والاقتصادية فيما يحسب

فقديمًا كان المسلمون هم من لهم الريادة والسيادة ولو عشت أنت في ذلك الزمان لانسحقت تحت تلك الريادة ولما تشككت في حكم الردة والرجم بل ربما بررته لما لا تتشكك اليوم في حكم الإجهاض وحتى الشذوذ الجنسي صار عندك تردد في حكمه والربا والمكوس صار اقتصادًا حديثًا ، والانحلال الأخلاقي صار حرية شخصية وتزويج الفتاة البالغة برضا ورضا أوليائها من كفء زواج قواصر وجريمة ! وغيرها من المعاني التي يتابعون فيها الغرب دون أدنى تدبر بل كثير منهم لا يعرف أَن في الغرب نفسه من يضاد هذه الأفكار وقد رأيت من يتحمس لهذه الأفكار فإذا ذكر له معارضة أحزاب غربية لها انكسر حماسه وأظهر مرونة في التعامل مع الأمر ، والتغريبي لو ساد المجوس عليه لرأى أنه لا مشكلة من زواج الأخت من أخيها والأب من ابنته الذي يمنعهم من هذا اليوم ممانعة الغرب فحسب

ومن حكمة الله أَن يمر على المسلمين أوقات ضعف ينكشف فيها المنافق وأما في أزمنة القوة فيكون انكشافهم بتقاعسهم عن الفرائض وميلهم الشديد للشهوات ( وربما صحب ذلك دعوة لها على حب انتشار الفساد وإن لم ينتفع هو بذلك بشكل ) وهذا معنى يشركهم في عدد من صوره ضعاف الإيمان لهذا يشتبه الأمر كثيرا ويلتبس فيكون في المحن العارضة كشفًا لهذا الالتباس

يعني باختصار بعد مدة من الزمن حين تأتي أجيال أخرى ستكون أنت أيها التغريبي عندهم مثال الجمود والتقليد والبلادة إذا كانوا يفكرون مثل تفكيرك الآن بل كل مفكر ناقد سيصل إلى هذه الفكرة

www.tgoop.com/alkulife/8182

5.0K viewsedited  Dec 30, 2019 at 05:18

لو كان الهنود أو أهل الصين لهم السيادة العسكرية والاقتصادية في هذا الزمان لكنا الآن نعطل بحسب أعياد بداية السنة الصينية أو الهندية ( إن كانت هناك سنة لهم )

ولكنا حريصين على تهئنة القوم بأعيادهم إن كان لهم جالية عندنا

العجيب أَن هؤلاء المنسحقين أمام الثقافة السائدة يعيبون على فقهاء المسلمين على مر التاريخ ما يسمونه جمودا

فَلَو فرضنا أَن هؤلاء الفقهاء فعلا كانوا جامدين وأنهم لا يتبعون منهجية علمية صارمة والحق واحد ولا يتعدد ولا يزيده الزمان إلا ثباتًا

لو فرضنا صحة هذه الدعوى فما زاد الفقهاء على أَن كانوا مثل التغريبيين اليوم ؟

فإن قلت : كيف هذا ؟

فأقول : التغريبي اليوم خاضع للثقافة السائدة إلى درجة التأريخ بتاريخ القوم والتأثر بهم ملبسًا وخلقا وجعلهم القدوة والمثل الأعلى في كل شيء لسيادتهم السياسية والاقتصادية فيما يحسب

فقديمًا كان المسلمون هم من لهم الريادة والسيادة ولو عشت أنت في ذلك الزمان لانسحقت تحت تلك الريادة ولما تشككت في حكم الردة والرجم بل ربما بررته لما لا تتشكك اليوم في حكم الإجهاض وحتى الشذوذ الجنسي صار عندك تردد في حكمه والربا والمكوس صار اقتصادًا حديثًا ، والانحلال الأخلاقي صار حرية شخصية وتزويج الفتاة البالغة برضا ورضا أوليائها من كفء زواج قواصر وجريمة ! وغيرها من المعاني التي يتابعون فيها الغرب دون أدنى تدبر بل كثير منهم لا يعرف أَن في الغرب نفسه من يضاد هذه الأفكار وقد رأيت من يتحمس لهذه الأفكار فإذا ذكر له معارضة أحزاب غربية لها انكسر حماسه وأظهر مرونة في التعامل مع الأمر ، والتغريبي لو ساد المجوس عليه لرأى أنه لا مشكلة من زواج الأخت من أخيها والأب من ابنته الذي يمنعهم من هذا اليوم ممانعة الغرب فحسب

ومن حكمة الله أَن يمر على المسلمين أوقات ضعف ينكشف فيها المنافق وأما في أزمنة القوة فيكون انكشافهم بتقاعسهم عن الفرائض وميلهم الشديد للشهوات ( وربما صحب ذلك دعوة لها على حب انتشار الفساد وإن لم ينتفع هو بذلك بشكل ) وهذا معنى يشركهم في عدد من صوره ضعاف الإيمان لهذا يشتبه الأمر كثيرا ويلتبس فيكون في المحن العارضة كشفًا لهذا الالتباس

يعني باختصار بعد مدة من الزمن حين تأتي أجيال أخرى ستكون أنت أيها التغريبي عندهم مثال الجمود والتقليد والبلادة إذا كانوا يفكرون مثل تفكيرك الآن بل كل مفكر ناقد سيصل إلى هذه الفكرة

BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي