ALKULIFE Telegram 9702
أنموذج على جدوى المقاطعة للشركات الكبرى

قال بانكاج غيماوات في كتابه إعادة تعريف الاستراتيجية العالمية: "عالم دون حدود وشركة لا وطن لها: قلة قليلة من الشركات بلغت الحد الذي وصلته كوكاكولا تحت إدارة غويزيتا: الإعلان بأنها لا تملك مركز عمليات إدارية ولا بلد منشأ. لكن يبدو أن عديدًا من المديرين يعتقدون فعلًا أن على الشركة العالمية حقًّا أن تسعى إلى تحقيق هذه الحالة التي تنعدم فيها الجنسية. وشعروا بخيبة الأمل لأن الشركات الأجنبية لا تبدو قادرة على التخلي عن السمات الأجنبية (انظر الفصل الثاني لمزيد من التفصيل عن مثالب ومشكلات «الأجنبي»). وهذا يصدق على ما يبدو على شركات أمريكية نموذجية، مثل كوكاكولا، في أجزاء العالم التي تسودها مشاعر الكراهية للولايات المتحدة. لكن حتى الشركات التي تأتي من بلدان مغمورة لا تمارس نفوذًا كبيرًا على الساحة الدولية يمكن أن تواجه المشكلات: لنفكر مثلًا في مقاطعة المنتجات الدانماركية في الشرق الأوسط بعد أن نشرت صحيفة دانماركية رسومًا كاريكاتورية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم".

أقول: كلامه هنا كان عن شركة كوكاكولا وأسباب تراجعها، إذ بنى جزءًا كبيرًا من كتابه على دراسة تجربة هذه الشركة العملاقة، لمعرفة إمكانية وجود شركة تستفيد من التقانة وتتحرر من كل القيود الحدودية.

فكان مما ذكره أن شركة كوكاكولا لا تبيع كثيرًا في الأماكن التي تسود فيها الكراهية لأمريكا.

وضرب الكاتب مثالًا على تأثير مثل هذه الأمور بمقاطعة البضائع الدانماركية بعد الرسوم المسيئة.

فإذا كانت شركة ضخمة مثل كوكاكولا تتذمَّر من قلة مبيعاتها في أماكن فيها كراهية لأمريكا وتحاول تخطِّي الأمر، فما بالك بمن دونها؟ تدبَّر بهذا المعنى.

وكنت قد قلت في مخاطبة بعض من يشكِّك بفائدة موضوع المقاطعة: أي شركة فرنسية أو غير فرنسية تنفق مليارات على الإعلانات باللغة العربية.

لو قلت لهم: اتركوا الإعلانات واكتفوا بشهرتكم، سيقولون لك: أنت مجنون، لو تركنا الإعلانات سيأخذ غيرنا مكاننا وتتقلَّص الشعبية، وكل دولار ننفقه في الإعلانات نعوِّضه.

الدعوة للمقاطعة إعلان مضاد.

من يزعم أن الاعلان المضاد لا ينفع فهو بنفس عقلية من يزعم أن الإعلان الموافق لا يفيد.

إنسان لا يفقه شيئًا في الاقتصاد.



tgoop.com/alkulife/9702
Create:
Last Update:

أنموذج على جدوى المقاطعة للشركات الكبرى

قال بانكاج غيماوات في كتابه إعادة تعريف الاستراتيجية العالمية: "عالم دون حدود وشركة لا وطن لها: قلة قليلة من الشركات بلغت الحد الذي وصلته كوكاكولا تحت إدارة غويزيتا: الإعلان بأنها لا تملك مركز عمليات إدارية ولا بلد منشأ. لكن يبدو أن عديدًا من المديرين يعتقدون فعلًا أن على الشركة العالمية حقًّا أن تسعى إلى تحقيق هذه الحالة التي تنعدم فيها الجنسية. وشعروا بخيبة الأمل لأن الشركات الأجنبية لا تبدو قادرة على التخلي عن السمات الأجنبية (انظر الفصل الثاني لمزيد من التفصيل عن مثالب ومشكلات «الأجنبي»). وهذا يصدق على ما يبدو على شركات أمريكية نموذجية، مثل كوكاكولا، في أجزاء العالم التي تسودها مشاعر الكراهية للولايات المتحدة. لكن حتى الشركات التي تأتي من بلدان مغمورة لا تمارس نفوذًا كبيرًا على الساحة الدولية يمكن أن تواجه المشكلات: لنفكر مثلًا في مقاطعة المنتجات الدانماركية في الشرق الأوسط بعد أن نشرت صحيفة دانماركية رسومًا كاريكاتورية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم".

أقول: كلامه هنا كان عن شركة كوكاكولا وأسباب تراجعها، إذ بنى جزءًا كبيرًا من كتابه على دراسة تجربة هذه الشركة العملاقة، لمعرفة إمكانية وجود شركة تستفيد من التقانة وتتحرر من كل القيود الحدودية.

فكان مما ذكره أن شركة كوكاكولا لا تبيع كثيرًا في الأماكن التي تسود فيها الكراهية لأمريكا.

وضرب الكاتب مثالًا على تأثير مثل هذه الأمور بمقاطعة البضائع الدانماركية بعد الرسوم المسيئة.

فإذا كانت شركة ضخمة مثل كوكاكولا تتذمَّر من قلة مبيعاتها في أماكن فيها كراهية لأمريكا وتحاول تخطِّي الأمر، فما بالك بمن دونها؟ تدبَّر بهذا المعنى.

وكنت قد قلت في مخاطبة بعض من يشكِّك بفائدة موضوع المقاطعة: أي شركة فرنسية أو غير فرنسية تنفق مليارات على الإعلانات باللغة العربية.

لو قلت لهم: اتركوا الإعلانات واكتفوا بشهرتكم، سيقولون لك: أنت مجنون، لو تركنا الإعلانات سيأخذ غيرنا مكاننا وتتقلَّص الشعبية، وكل دولار ننفقه في الإعلانات نعوِّضه.

الدعوة للمقاطعة إعلان مضاد.

من يزعم أن الاعلان المضاد لا ينفع فهو بنفس عقلية من يزعم أن الإعلان الموافق لا يفيد.

إنسان لا يفقه شيئًا في الاقتصاد.

BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي


Share with your friend now:
tgoop.com/alkulife/9702

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

“Hey degen, are you stressed? Just let it all out,” he wrote, along with a link to join the group. Don’t publish new content at nighttime. Since not all users disable notifications for the night, you risk inadvertently disturbing them. Private channels are only accessible to subscribers and don’t appear in public searches. To join a private channel, you need to receive a link from the owner (administrator). A private channel is an excellent solution for companies and teams. You can also use this type of channel to write down personal notes, reflections, etc. By the way, you can make your private channel public at any moment. The imprisonment came as Telegram said it was "surprised" by claims that privacy commissioner Ada Chung Lai-ling is seeking to block the messaging app due to doxxing content targeting police and politicians. Activate up to 20 bots
from us


Telegram قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
FROM American