tgoop.com/almousavi_com/1481
Last Update:
✅️ كلمة الشهيد الثاني في الحث على التفقه في الدين والشكوى من تكاسل أهل العلم وتخاذلهم عن طلب علوم أهل البيت عليهم السلام وإقبالهم على العقليات دون الفقه وكأنه يتحدث عن زماننا هذا مع وفرة الإمكانيات ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ✳️
قال قدّس الله تعالى نفسه الزكيّة:
والموجِبُ لهذِهِ الحَيرةِ ونزولِ هذه البليّةِ إنّما هو تقاعُدُهم عن تحصيلِ الحقّ، وفُتورُ عزيمتِهِم، وانحطاطُ نفوسِهِم عن الغَيرةِ على صلاحِ الدين وتحصيلِ مداركِ اليقين، حتّى آلَ الحالُ إلى انتقاضِ هذا البِناء، وفَسادِ هذه الطريقةِ السواءِ، واندَرَسَتْ معالمُ هذا الشأنِ بينَ أهل الإيمان، وقَلّتْ أو عَدِمَتْ كُتُبُ الرجالِ والحديثِ التي هي أُصولُ الشريعةِ الغَرّاء وشرطُ التوصّلِ إلى تلك المرتَبةِ الزهراء حتّى أنّ الرجلَ من فُضَلاء هذا العصرِ ربما انْقضى زمانُهُ، وفَنِيَ عمرُهُ، ومَضى دهرُهُ، وهو لم يَنْظُرْ في كتابٍ من كُتُبِ الحديثِ مثلِ الكافي والتهذيب و الفقيه وغيرها، و لا سعى على تملّكِهِ مع قدرته عليه، ولا رآه، بل كثيراً ما يكون شيخُه وشيخُ شيخِه بهذه المثابة وعلى هذه الصفة.
فلو أرادَ الرجلُ المُسْتَيْقِظُ الآن أنْ يَتَوَصّلَ إلى تحصيل هذه الأُصول لم يَكَدْ يَقْدِرُ عليها، مع الإجماع على أنّ كتابةَ هذه الأُصول ونظائرِها وحفظِها ومقابلتِها وتصحيحِها وضبطِها ونقلِها من الواجبات الكفائيّة؛ لتوقّف الواجب، وهو التفقُّهُ، عليها.
ومِن المعلوم أنّ الواجب الكفائي إذا لم يَقُمْ به أحد، تَوَجّهَ العِقابُ على جميع المكلّفين، وكان في ذلك كالواجب العيني.
فأينَ القلوبُ المستَيْقِظةُ؟!
وأينَ الألبابُ المتَنَبّهةُ؟!
وأينَ النفوسُ المتوجّهةُ؟!
وأيْنَ الهِمَمُ العالِيةُ؟!
لِتَنوحَ على هذه البليّةِ، وتُكْثِرَ العويلَ على هذه الرَّزيّة، التي لا يَلْحَظُها إلا المتّقون، فإِنّٰا لِلّٰهِ وَإِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ
رسائل الشهید الثاني (تقلید المیت). ج 1، ص 54
وقال في موضع آخر منه:
وأعْظَمُ مِن هذا مِحْنَةً، وأكبرُ مصيبةً، وأوجَبُ على مرتكِبِه إثماً ما يتداوَلُه كثير من المُتّسِمينَ بالعلمِ من أهلِ بلادِ العجم، وما ناسَبَها من غيرهم في هذا الزمان؛ حيث يصرِفُون عمرَهُم ويَقْضون دهرَهُم على تحصيل علوم الحكمة، كعلمِ المنطقِ والفلسفة وغيرهما، ممّا يَحْرُمُ لذاتِهِ أو لمنافاتِه للواجب، على وجهٍ لو صَرَفوا جزءاً منه على تحصيلِ العلمِ الديني الذي يَسألُهُمُ اللهُ تعالى عنه يومَ القيامةِ سؤالاً حثيثاً، ويُناقِشُهُم على التفريط فيه نِقاشاً عظيماً لحَصّلوا ما يجِبُ عليهم من علمِ الدين، ثمّ هم مع ذلك يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً، بل يَزْعُمونَ أنّ ما هم فيه أعظمُ فضيلةً وأتَمّ نفعاً، وذلك عينُ الخِذلانِ من الله سبحانه والبُعدِ عنه، بل الانسلاخُ من الدين رأساً أنْ يُحْيِيَ من يَزْعُمُ أنّه مِن أتْباع سيّد المرسلين محمّدٍ وآله الطاهرين دينَ أرسطو ومَنْ شاكَلَه من الحكماء، ويُهْمِلَ الدينَ الذي دانَ اللهُ به أهلَ الأرضِ والسماء، نعوذ بالله من هذه الغَفلةِ و نَسألُه العفوَ و الرحمةَ.
فاسْتَيْقِظُوا أيّها الإخوانُ من رَقْدَتِكُم، وأفِيقُوا من سَكْرَتِكُم، وتَلافُوا تَفْريطَكُم في أيّامِ هذه المُهلة قبلَ حلول المَنيّة ونزولِ البَليّة، وقبلَ أنْ تُسْألَ الإقالةُ ولاتَ حينَ مقيلٍ، وتَطْلُبون الرَّجْعةَ ولا يوجَدُ إليها سبيل، قبلَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يٰا حَسْرَتىٰ عَلىٰ مٰا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّٰهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّٰاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللّٰهَ هَدٰانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ.
رسائل الشهید الثاني (تقلید المیت). ج 1، ص 56
📌https://www.tgoop.com/almousavi_com
BY السيد الموسوي
![](https://photo2.tgoop.com/u/cdn4.cdn-telegram.org/file/tpq0swRmDZ1MFvh_vgdpvy45143MFn2O_XRjTeMzFP-N2bAVaWTzkIInRiMsYUqGWIHTOUWpf4cDzBym5ZvEt_Hc-XdyAf_EPm8-_d_yIikprI3s8cpfxco2lDXKbUqIIIm46w5-66Vt04YIXsNcMVqWt8wd0URUeFeUd3Dv6345rcZvRB8k0mf3KgzUqUlj4CqBqFiGi7JBpeKFlb1oRkKo3N4kmmXscYg_9QrOK-llS85ghw2xPPV_sD5bsNmyy1VlUDOvAk7-iuJLw6p3vAOvxphVpUkTOk8z3IMS5PBjKWu7wYLSbi3B1q1CyobIiYMkle6D_umvnAB4sCzquQ.jpg)
Share with your friend now:
tgoop.com/almousavi_com/1481