tgoop.com/alnatheerr/10773
Last Update:
من التنبيهات التربوية النابهة ما ذكَره العلامة الأنبابي في " رسالة تأديب الصبيان " وأحسبه نقَله من الإمام الغزالي، وهو قوله:" ولا يرتقي لمرتبةٍ من مراتب التأديب وهو يَرى ما دونها كافيًا" اه.
وهي عبارة جميلة ومَبدأ أخلاقي راقي؛ وذلك لأن المقصود هو التربية والتعليم والتأديب، وليس التعذيب، فإذا كان المقصود يحصُل بضربٍ من ضروب التأديب فإن مُجاوزته إلى ما فوقه لا يخلو من حظوظ النفس ومن شهوة الانتقام والتشفّي والاستسلام للغيظ، وهو بهذا يدخل في دائرة الظُلم، والظُّلم قبيحٌ كله.
ولو رُوعِيَ هذا المبدأ أيضا في سائر العلاقات الاجتماعية لتفادَى به المرء كثيرا من المشاكل والتصرفات الخاطئة؛ إذ بعض ما نخسره من العلاقات أو نخطئ فيه من المشكلات هو بسبب القفز على مرحلة كان يجب أن نسلكها، وبسبب تجاوُز حلول ممكنة كان من الممكن أن نُجرِّبها، ولكننا قفَزنا عليها وتخطَّيناها ولم نُوجِد طرقا ومسالك أخرى.
مبدأ التدرج في علاج المشكلات هذا إن لم يؤتِ ثمرته في حل كل مشكلة فهو على الأقل مُخلِّص من الشعور بالندم، ومُبلِغ للنفس عُذرها، وقد قال القائل:
ومُبْلِغُ نفسٍ عُذرَها مِثلُ مُنجِحِ.
BY الدُّرّ النَّثِير
Share with your friend now:
tgoop.com/alnatheerr/10773