tgoop.com/alnatheerr/11017
Last Update:
من أعجب الظواهر التي ظهرتْ في السنوات المتأخرة ظاهرة" الداعية" وهو شيء هكذا بين العامّي والعالِم، أو هكذا ينبغي أن يكون إذا جعلناه مرادفا لمصطلح" الواعظ" - وبالمناسبة لستُ مع التقليل من منصب الوعظ؛ إذ ما زال الوعظ والتذكير يفعلان بالنفوس والقلوب ما لا تفي به الكتب والمحاضرات - وإنما المستنكَر هنا أن هذا المصطلح" الداعية أو الواعظ" صار في حد نفسه رداءً وستارا يختفي وراءه جهلٌ كثير وفتاوى غير صحيحة وجرأة على الكلام في الشؤون العامة بلا أهلية؛ فإذا ما حُوكم تذَّرع له المتذرّعون بأنه " داعية " وكأن هذا يسمح له بأن يتكلم بما يشاء كيفما شاء، مع أن العلم شرطٌ أصيل في كل مَن تصدّى للكلام في مسألة، على الأقل يجب أن يكون محيطا بجميع زوايا المسألة التي يتكلم فيها لا بكل مسألة.
ثم في المِخيال السلفي الشعبي لابد أن تجد " الثالوث" وهو عبارة عن ثلاثة أمور تم تضخيمها جدا وهي" اللحية بالنسبة للرجل ومعها النقاب للمرأة/ والموسيقى/ والتدخين"
المشكلة هنا ليست في أن إعفاء اللحية سنة أو واجب أو من سنن العادات، ولا في أن رأي الجمهور على تحريم الموسيقى، ولا في أن يختار الشخص القولَ بتحريم التدخين، المشكلة هي أن هذا الثالوث السلفي الشعبي هو الذي يتم على أساسه تصنيف الناس واتخاذ مواقف حدّية منهم وعنيفة أحيانا، فضلا عن احتقارهم واسترذالهم والنظر إليهم شزْرا.
في حين أن الأمر في هذه المسائل ليست بهذه الضخامة التي يتم تصديرها في الوعي الشعبي لدى الناس فضلا يعني عن وجود الخلاف فيها جميعا.
هنا في هذه الصورة المرفقة لا يشترط العلم، لأن إعفاء اللحية وقص الشارب يُغنيان عن ذلك.
BY الدُّرّ النَّثِير
Share with your friend now:
tgoop.com/alnatheerr/11017