tgoop.com/alnatheerr/11024
Last Update:
من كلام سيّدنا عليّ - رضي الله عنه-
"امْشِ بِدَائِكَ مَا مَشَى بك".
ورُوِيَ عنه أيضا : " لا تضطجع ما استطعتَ القيام مع العِلة".
ومعنى ذلك - كما قال ابن أبي الحديد- : أنك مهما وجدتَ سبيلاً إلى الصّبر على أمرٍ من الأُمور الّتي قد دُفعتَ إليها وفيها مشَقّة عليك فاصبر ولا تلتمسْ طريقا إلى تغيير ما دُفعت إليه أن تَسلُكها بالعُنْف ومُراغَمة الوقت ومعاناة الأقْضية والأقدار.
ومِثال ذلك من يَعرِض له مَرَضٌ ما يُمكِنه أن يَحتمِله ويدافع الوقت، فإنّه يجب عليه ألاّ يَطرَح جانبَه إلى الأرض، ويَخلُد إلى النوم على الفِراش، ليعالج ذلك المرض قوّة وقهرا ؛ فربما أفضَى به مقاهرةُ ذلك المَرَض الصغير بالأدوية إلى أن يصير كبيرا مُعضِلاً.
بعبارة أخرى: يعني أن الإنسان مهما وجد سبيلا إلى الصبر على أمر من الأمور الّتي قد دُفع إليها وفيها مشقّة عليه فينبغي أن يصبر و لا يتعاجز به، وليكن قليلَ الشكوى، متصفا بالتحمُّل والصبر تاركا للتضجُّر والتذمُّر لأدنى شيء يُصيبه، وهذا تعليمٌ شريف؛ خصوصا في هذه الأزمان التي أُصيب فيها كثير من الناس بالهشاشة النفسية ولا يكادون يصبرون على عوارض الزمان، مع أن الدنيا في أصل وجودها مطبوعة على الكدر والمُنغِّصَات.
BY الدُّرّ النَّثِير
Share with your friend now:
tgoop.com/alnatheerr/11024