tgoop.com/alnatheerr/11135
Last Update:
الخُلوص من التحيُّز التام إيجابا أو سلبا تجاه آحاد القضايا أو الأفكار لا يكاد يتحقق به إنسان؛ فليس من البعيد أن يكون قد كُتب على كل إنسان حظُّه من اتباع الهوى تُعمله في نفسه ظروفُ النشأة والعادة والإلف، وتُقوِّيه المواقف الشخصية وطبائع البيئة، بل إن مدَى درجة العلاقة الشخصية قوةً وضعفًا بأصحاب الأقوال له مدخل في مدى التحيُّز لتلك الأقوال نفسها بالقبول أو الرفض - وقد أشار الإمام الغزالي لهذا في بعض كتبه-.
فهي سِمة عامة في كل الناس أو معظمهم، ومِن ثَم كان التأكد من الحق في نفس الأمر شيئا في غاية الصعوبة والعسر لا سيما فيما يتنازع فيه الناس ، ويحتاج فعلا إلى تأييد إلهي ونفس مُبرّأة عن وصمة الهوى، وهيهات.
وفي نظري أن هذا التحيز بمجرده لا يُذم، ما دام أن الإنسان يُدركه من نفسه ولا يُكابر فيه ولا يُحاول تغطيته بأقنعة كاذبة، وكذلك بشرط أن لا يتمادى فيه، وأن يكون كثير الوقوف مع نفسه شديد المراجعة لها، سائلا الله التوفيق والهداية لِما اختُلف فيه من الحق بإذنه.
BY الدُّرّ النَّثِير
Share with your friend now:
tgoop.com/alnatheerr/11135