tgoop.com/alnatheerr/11136
Last Update:
وقوله : " وهو على كل شيء قدير " يدلُّ على أنه قادر على جميع المقدورات لا دافع لقضائه، ولا مانع لمشيئته.
والرجوع إلى الحاكم الموصوف بهذه الصفة مع العيوب الكثيرة والذنوب العظيمة مُشكِل، ولكنه مع ذلك بشارةٌ عظيمة؛ لأن ذلك يدل على قُدرة غالبة وجلالةٍ عظيمة لهذا الحاكم، وعلى ضعفٍ تامٍّ وعجزٍ عظيمٍ لهذا العبد، والمَلِك القاهر العالي الغالب إذا رأى عاجزا مُشرِفا على الهلاك فإنه يُخلِّصه من الهلاك، ومنه المثل المشهور : ملكتَ فأسجِحْ.
يقول مُصنِّف هذا الكتاب: قد أفنيتُ عُمري في خدمةِ العلم والمُطالعة للكتب، ولا رجاء لي في شيء إلا أني في غايةِ الذِلة والقُصور، والكريم إذا قدَر غفَر، وأسألك يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين وساتر عيوب المَعيوبين ومُجيب دعوة المضطرين أن تُفيض سجالَ رحمتك على ولدي وفلذةِ كبدي، وأن تُخلِّصنا بالفضل والتجاوز والجود والكرم.
- الإمام الرازي-
BY الدُّرّ النَّثِير
Share with your friend now:
tgoop.com/alnatheerr/11136