tgoop.com/alnatheerr/11172
Last Update:
الإمام الغزالي بيقرّر قاعدة في التعامل جميلة جدا، بيقولّك : "كلُّ ما لا تُصادِفه من نفسك في حق الله تعالى فلا تَنتظِرْه من أخيك في حقِّ نفسك؛ فليس حقُّك عليه بأكثر من حقِّ الله عليك".
باختصار: يعني اللي أنت مش بتعمله في حق ربنا متنتظرش حد يعمله في حقك أنت.
بعبارة أخرى: زيّ مانت مقصّر في حق ربنا وهو سيّدك ومعبودك، طبيعي هتلاقي الأشخاص المرتبطين بك مقصّرين في بعض حقوقك، سواء زوجة، أو أولاد، أو أصدقاء، فواجبك بقى إنك تصبر وتتحمّل، زيّ ما ربنا كدا سبحانه وتعالى وله المثل الأعلى حليم عليك ولا يؤاخذك بالعقوبة مع كل أخطائك دي.
حُط بقى موضوع تربية الأولاد دا على نفس هذا النمط، وخلّي عينك على المبدأ الغزالي الجميل دا وأنت بتشوفهم بيغلطوا ومش بيسمعوا كلامك أحيانا وبيعصوك وبيعصّبوك، أكيد النرفزة شيء طبيعي إنه يحصل أحيانا، لكن مهم تكون في إطارها العادي الطبيعي الناشئ من الجِبلّة الإنسانية، والمحظور هو العمل بمقتضاها من العقاب الشديد والمبالغة في اتخاذ القرار الخاطئ، مع الأخْذ في الاعتبار أن أولادنا مش لازم والله يكونوا نُسَخ مننا ولا أنهم يكونوا شبهنا، ولا يتعلموا بنفس الطريقة، بالعكس دا الطريقة دي بتخلق منهم أشخاص أغبياء وبتقتل فيهم الإبداع، وفي بعض الأحيان بتتسبّب هذه الطريقة في اكتسابهم صفات رديئة جدا مثل النفاق والخوف من المواجهة وضعف الشخصية ونحو ذلك.
BY الدُّرّ النَّثِير
Share with your friend now:
tgoop.com/alnatheerr/11172