tgoop.com/alnatheerr/11177
Last Update:
في حديث بدء الوحي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ؛ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ".
وهذا الكلام يدل على أهمية التجربة، وعلى أن التجربة تُعطي للإنسان علما زائدا لا يعطيه النظرُ العقلي.
ووجه استفادة هذا المعنى من الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم يتعجّب من أن القوم سيُؤذونه ويُخرجونه من بلده مع أنه قد جاءهم بالخير كله وعلموا عنه من الصدق والأمانة وحُسن السيرة ما يقتضي المبالغة في الإكرام لا العكس، فتعجُّبُ النبي صلى الله عليه وسلم جارٍ على مقتضى النظر العقلي؛ لأن من كان شريفا ثم جاء بشيء يدل على زيادة شرفه فإنه يُبالغ في إكرامه، لأن الزيادة في الشرف تستدعي الزيادة في الإكرام.
وجواب ورقة بن نوفل له في قوله" ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عُودِيَ" يدلُ على أن التجربة قد تخالف النظر العقلي، فهنا لا يعترض ورقةُ على النظر العقلي الذي فهمه النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما - بحكم التجربة والخبرة والمعرفة السابقة - يُبيِّن له أن العادة المستمرة في الناس على خلاف هذا النظر، وقد وقع ما أخبر به ورقة، فأفاد ذلك أن التجربة تُعطي ما لا يعطيه العقل والقياس.
BY الدُّرّ النَّثِير
Share with your friend now:
tgoop.com/alnatheerr/11177