tgoop.com/alnatheerr/11179
Last Update:
الكلام المَجعلص مش لازم يكون معناه عميق ودقيق، عادي ممكن يكون معناه سخيف وعبيط وتافه أو معنى عادي مطروق ومشهور، وممكن برضو يكون معناه دقيق، واللي يحدد ماهيّته بالضبط هو اللي فاهم معناه وقادر يبيّنه بأسلوب آخر أوضح، فلمّا تلاقي كلام تحسّ انه فخم كدا وكبير اوعى يقع في نفسك - بمجرد هذا- أنه حاجة فخمة أوي وعميقة جدا جدا طالما أنت مش فاهمه، وبناءً عليه متقعدش تهزّ راسك وتقول الله الله وأنت أساسا مش فاهم ولا هو واصل لك، لأنك بهذا التصرف ممكن تكون بتستحسن القبيح وساعتها اللي فاهم هيشوفك شخص دماغه تعبانة عالأقل.
وإنما أنت أمام خيارين: إما أنك تكبر دماغك عن هذا الكلام وتمُرّ عليه مرور الكرام ولا كأنك شفته، ودا مش عيب فيك ولا حاجة، بالعكس أنت كدا بتحترم عقلك وبتصُون نفسك عن استحسان أو استقباح شيء لا تُدركه، وإما أنك تسأل صاحب الكلام دا عن مقصده لأنه مش واصل لك، وصدقني لما هتعمل كدا هتتفاجأ إن كتير غيرك برضو حاصل لهم نفس اللي حاصل لك بس مكسوفين يتكلموا ليتقال عليهم مبيفهموش، فبيختاروا التصفيق أحسن من وصفهم بالغباء.
الناس - كما يقول ابن قتيبة - أسرابُ طيرٍ يَتبع بعضُها بعضا، كتير منهم بيقلدوا بعض وبيطبّلوا لبعض وخلاص، وصحبتهم لبعض في كثير من الأحيان بتكون بهذا الشرط السياقي المُضمَر للأسف الشديد.
وبالطبع مقصُدش إن الشخص يكون قليل الذوق أو يواجه الناس بما يكرهون عالفاضي والمليان، ولكن على الأقل ميطبّلش مع المطبّلين إلا على شيء يستطيع الجدال عنه، ويعرف إن حق نفسه عليه أكبر من حق غيره عليه.
BY الدُّرّ النَّثِير
Share with your friend now:
tgoop.com/alnatheerr/11179