ALSAHVATULISLAMIYA Telegram 329
🔹 *الإجازات في الأسانيد*
كان شيخنا كان حريصا في الحصول على الإجازت في الأسانيد، شأن السلف الصالح من المحدّثين، فإنه وإن كان درس أمّهات الكتب الحديثية -المذكورة آنفا- وقد حصل له الإجازة من أساتذته كما هو العرف السائد لدى أساتذة الحديث في الديار، إلا أنه لم يقتنع بذلك، وكلما سنحت له الفرصة اغتنمها للازدياد من هذه الفضيلة المتوارثة، فحصل على الإجازة من الشيوخ الكبار الذين لم يقدَّر له شرف التلمذ عليهم قراءةً مباشرةً.
ومن هؤلاء المشايخ:
الشيخ محمد حسن بن محمد المشاط المكي المالكي، المدرس بالحرم المكي سابقا، والشيخ ياسين الفادائي المكي، والشيخ أحمد كفتارو مفتي جمهورية سوريا، والشيخ عبد الله بن أحمد الناخبي، والشيخ مولانا محمد زكريا الكاندهلوي، والشيخ المقرئ مولانا محمد طيب القاسمي، والشيخ العلامة ظفر أحمد العثماني، والشيخ مولانا محمد سرفرازخان الصفدر (رحمهم الله تعالى جميعا).

🔹 *الدراسات والشهادات الجامعية*
ولم يتركه نهمه وحرصه في تحصيل العلوم والثقافات أن يظل بعيدا عن العلوم الحديثة وما يجري في الجامعات العصرية، فكان يقتضي ذلك فقاهته وطموحه، فاشترك في اختبار المولوي الفاضل، والمنشي الفاضل وحصل على شهادتهما من جامعة بنجاب سنة 1378 الهجرية.

🔹 *الجد والمثابرة في حياته الدراسية وزمن التدريس*
كان الشيخ الراحل قد يحكي للطلاب ما تجشّم في حياته الدراسية، وكيف ركّز على الدروس المختلفة في عهد طلبها، ثم في تدريس الموادّ الدراسية المختلفة، وإن هذه الرغبة الخالصة في الطلب لا يزال معه كالشعار والدثار في آخر عمره. ولطالما ينهمك في المطالعة إلى انقضاء الليل وطلوع الفجر. وكان مصداقا للمقولة المشهورة: اطلب العلم من المهد إلى اللحد. بمثل هذا الجد والمطالعة الواسعة والملازمة الدائمة للأساتذة الكبار وفقهاء الأمصار والديار وبخاصة والده الماجد (رحمه الله) تذوق الفقه وعرف مقاصد الشريعة وأصول الاستنباط في الحوادث النازلة والمسائل المستجدّة والراهنة. وإن الشيخ كان يكثر من قراءة هذه الآية الكريمة والاستدلال بها: فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ. (التوبة/ 122).
كان متأثرا بهذه الآية للغاية، وبلغ تأثره بها إلى أن جعلها شعارَ جامعة دار العلوم كراتشي التي يديرها ويُشرف عليها. ولا تزال توجد حلاوة قراءته لهذه الآية الكريمة في الأذهان والآذان، حيث يرددها في الحفلات المتعددة مع الطلاب ويذكّر بها، مؤكدا الطلاب على العمل والتأسي بما فيها من الأوامر «التفقه» و»الإنذار». وكان له وقفة رائعة مع كلمة «ليتفقّهوا» ويستنبط منها المصطلح العام وهو التفقه في الدين وضرورته في كل زمان. هذا القول سمعته مرارا وتكرارا ويشهد به كل من حضر تلك الحفلات. وكان السامع لا يمكنه إلا أن يعترف بأن الشيخ قدر تشرّب هذه الآية وجعلها نصب عينيه في كل حين ومكان، وأنها قد تسرّت في تفكيره وأعماق قلبه. فأصبح آية (رمزا) لهذه الآية الكريمة. وإن آثاره الفقهية ومقالاته العلمية والفتاوى الصادرة بقلمه وتصحيحه وتوقيعه، خيرُ شاهد في هذا المجال. (وللحديث بقية... )

(فاتحة مجلة ”الصحوة الإسلامية“ العدد (170-169)، الصادرة عن جامعة دار العلوم زاهدان- إيران)



tgoop.com/alsahvatulislamiya/329
Create:
Last Update:

🔹 *الإجازات في الأسانيد*
كان شيخنا كان حريصا في الحصول على الإجازت في الأسانيد، شأن السلف الصالح من المحدّثين، فإنه وإن كان درس أمّهات الكتب الحديثية -المذكورة آنفا- وقد حصل له الإجازة من أساتذته كما هو العرف السائد لدى أساتذة الحديث في الديار، إلا أنه لم يقتنع بذلك، وكلما سنحت له الفرصة اغتنمها للازدياد من هذه الفضيلة المتوارثة، فحصل على الإجازة من الشيوخ الكبار الذين لم يقدَّر له شرف التلمذ عليهم قراءةً مباشرةً.
ومن هؤلاء المشايخ:
الشيخ محمد حسن بن محمد المشاط المكي المالكي، المدرس بالحرم المكي سابقا، والشيخ ياسين الفادائي المكي، والشيخ أحمد كفتارو مفتي جمهورية سوريا، والشيخ عبد الله بن أحمد الناخبي، والشيخ مولانا محمد زكريا الكاندهلوي، والشيخ المقرئ مولانا محمد طيب القاسمي، والشيخ العلامة ظفر أحمد العثماني، والشيخ مولانا محمد سرفرازخان الصفدر (رحمهم الله تعالى جميعا).

🔹 *الدراسات والشهادات الجامعية*
ولم يتركه نهمه وحرصه في تحصيل العلوم والثقافات أن يظل بعيدا عن العلوم الحديثة وما يجري في الجامعات العصرية، فكان يقتضي ذلك فقاهته وطموحه، فاشترك في اختبار المولوي الفاضل، والمنشي الفاضل وحصل على شهادتهما من جامعة بنجاب سنة 1378 الهجرية.

🔹 *الجد والمثابرة في حياته الدراسية وزمن التدريس*
كان الشيخ الراحل قد يحكي للطلاب ما تجشّم في حياته الدراسية، وكيف ركّز على الدروس المختلفة في عهد طلبها، ثم في تدريس الموادّ الدراسية المختلفة، وإن هذه الرغبة الخالصة في الطلب لا يزال معه كالشعار والدثار في آخر عمره. ولطالما ينهمك في المطالعة إلى انقضاء الليل وطلوع الفجر. وكان مصداقا للمقولة المشهورة: اطلب العلم من المهد إلى اللحد. بمثل هذا الجد والمطالعة الواسعة والملازمة الدائمة للأساتذة الكبار وفقهاء الأمصار والديار وبخاصة والده الماجد (رحمه الله) تذوق الفقه وعرف مقاصد الشريعة وأصول الاستنباط في الحوادث النازلة والمسائل المستجدّة والراهنة. وإن الشيخ كان يكثر من قراءة هذه الآية الكريمة والاستدلال بها: فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ. (التوبة/ 122).
كان متأثرا بهذه الآية للغاية، وبلغ تأثره بها إلى أن جعلها شعارَ جامعة دار العلوم كراتشي التي يديرها ويُشرف عليها. ولا تزال توجد حلاوة قراءته لهذه الآية الكريمة في الأذهان والآذان، حيث يرددها في الحفلات المتعددة مع الطلاب ويذكّر بها، مؤكدا الطلاب على العمل والتأسي بما فيها من الأوامر «التفقه» و»الإنذار». وكان له وقفة رائعة مع كلمة «ليتفقّهوا» ويستنبط منها المصطلح العام وهو التفقه في الدين وضرورته في كل زمان. هذا القول سمعته مرارا وتكرارا ويشهد به كل من حضر تلك الحفلات. وكان السامع لا يمكنه إلا أن يعترف بأن الشيخ قدر تشرّب هذه الآية وجعلها نصب عينيه في كل حين ومكان، وأنها قد تسرّت في تفكيره وأعماق قلبه. فأصبح آية (رمزا) لهذه الآية الكريمة. وإن آثاره الفقهية ومقالاته العلمية والفتاوى الصادرة بقلمه وتصحيحه وتوقيعه، خيرُ شاهد في هذا المجال. (وللحديث بقية... )

(فاتحة مجلة ”الصحوة الإسلامية“ العدد (170-169)، الصادرة عن جامعة دار العلوم زاهدان- إيران)

BY مجلة الصحوة الإسلامية


Share with your friend now:
tgoop.com/alsahvatulislamiya/329

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Telegram channels enable users to broadcast messages to multiple users simultaneously. Like on social media, users need to subscribe to your channel to get access to your content published by one or more administrators. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? A few years ago, you had to use a special bot to run a poll on Telegram. Now you can easily do that yourself in two clicks. Hit the Menu icon and select “Create Poll.” Write your question and add up to 10 options. Running polls is a powerful strategy for getting feedback from your audience. If you’re considering the possibility of modifying your channel in any way, be sure to ask your subscribers’ opinions first. A Telegram channel is used for various purposes, from sharing helpful content to implementing a business strategy. In addition, you can use your channel to build and improve your company image, boost your sales, make profits, enhance customer loyalty, and more. Some Telegram Channels content management tips
from us


Telegram مجلة الصحوة الإسلامية
FROM American