tgoop.com/altorbed_1/151
Last Update:
مراجعة كتاب : الرأسمالية الوغد الوسيم "في بعض مستجدات العصر" للمؤلف/ وليد الرجيب.
"الحقيقة الثابتة أن الرأسمالية تسعى في هدفها النهائي فقط إلى الربح وتعاظمه، وإذا كانت أهمية المنتج بالنسبة إلى المستهلك (المجتمع) تكمن في قيمته الاستعمالية؛ فإن أهميته بالنسبة للرأسمالي في قيمته التبادلية"
الرأسمالية الوغد الوسيم | ص٢٣
يتكون هذا الكتاب الخفيف من أربعة فصول تشكّل لب وجوهر الكتاب، فالأول تحدث فيه المؤلف عن العلاقة بين الرأسمالية والتطور التكنولوجي، والثاني تأثير هذا التطور على الطبقة العمالية في العالم، والثالث عن العولمة والرأسمالية، والرابع عن الثورات العربية.
- ينطلق الكاتب من الرؤية الماركسية ويعتمد رأسًا على كل من ماركس ولينين وإنجلز في تحليل الرأسمالية وتطورها وإخفاقاتها، وهو يرى أن الرؤية الماركسية هي أفضل بنية تحليلية للوضع القائم وهي صالحة للتحليل حتى في هذا الوقت؛ وإن لم يتكلم ماركس عن طبيعة المستجدات المعاصرة!
- يمكن أن نعد الكتاب ذا نمط شعبوي في بساطة الكتابة وبعده عن الكتابة النخبوية نوعًا ما، فهو في الغالب الأعم من السهل الممتنع في رصد تطورات الرأسمالية وتاريخها وإشكالياتها من الناحية النظرية والعملية على وجه الخصوص.
- يهتم المؤلف برصد التأثيرات الرأسمالية في الدول العربية عمومًا والخليجية الكويتية على وجه الخصوص، وهو يحاول تتبع الأثر الرأسمالي عليها عمومًا بُعيد حديثه عن تأثيرها العالمي "الأوروبي والأمريكي تحديدًا".
- اهتم المؤلف بتتبع التطور الرأسمالي منذ ٦ قرون وتزيد، وتحديدًا من المرحلة الإقطاعية، إلى عصر الثورة الصناعية وما يليها ووصولًا للعصر النيوليبرالي الحديث، ويسرد هذا كله بشكل موجز، لكنه جاء غير مرتب أحيانًا.
- يرصد المؤلف العلاقة الوطيدة بين الرأسمالية من جهة والتطور التكنولوجي من جهة أخرى، وهو يرى أن كل التطورات التقنية وإن كان ظاهرها مصلحة الفرد؛ إلا أن الطبقة الرأسمالية هي المستفيد الأول من هذا أضعاف ما يتوقعه الإنسان.!
ما يعيب الكتاب في تصوري أمور:
- غلت الماركسية واليسارية في نقد الرأسمالية نقدًا شديدًا، للدرجة التي جعلتها تنتقد حتى الأشياء الصحيحة على الأقل فيها، فردة الفعل الماركسية كانت سوداء تمامًا من كل ما هو رأسمالي، وهو ما انعكس على معتنقيها ومؤيديها؛ ومنهم المؤلف، فعند إيراد الحلول لا شيء يلوح في الأفق سوى أدلجة ماركسية عفا عليها الزمن ومضى.
- فكرة الصراع الطبقي حاضرة في كل بنية تحليلة تقريبًا؛ لدرجة سطحية التحليل في كثير من الأحايين كما في حديثه عن الطبقية العمالية في دول الخليج مثلًا.!
- طبيعة المؤلف أنه سلك خطًا في التأليف نادرًا، فهو يسرد الفصل كاملًا، ثم بنهاية الفصل يضع مراجع الفصل "دون الإشارة إليه أثناء الكلام" فأنت حينما تقرأ في الكتاب لا تدري هذه المعلومة من أين اُقتبست؛ فالرجل لا يحيل، وإنما يقول هذه مراجعي فقط!
- الفصل الرابع أخذ قرابة ثلث الكتاب، وهو أسخف فصول الكتاب تحليلًا، وسذاجة وسطحية؛ فالمؤلف لرؤيته اليسارية قام برصد تحولات الثورات العربية وانطلاقاتها "مطعمة بطموحه السياسي" فجاء الفصل شاهدًا على إيدلوجية ساذجة قد ولت منذ عقود مضت..!!
ختامًا: لأن المؤلف اهتم برصد تأثيرات الرأسمالية على الدول العربية والخليجية بالخصوص، فإني أرى أن كتاب "فخ النيولبرالية في دول الخليج العربية" للدكتور عبدالله البريدي هو أجدى نفعًا وعمقًا وتحليًلا من كتاب الرجيب هذا حتى في فكرة التأريخ والتحليل، والله تعالى أعلم.
كتبه عبدالرحمن العصيمي
BY عبدالرحمن العصيمي
Share with your friend now:
tgoop.com/altorbed_1/151