tgoop.com/amr_basioni/1160
Last Update:
"هو الأول والآخر" الله هو ( الأول ) قبل كل شيء، وهو ( الآخر ) بعد كل شيء فكيف يمكن التوفيق بين كونه - سبحانه - ( الآخر ) بعد كل شيء وفكرة خلود الإنسان ( في الجنة مثلًا )؟ ألا يُعد الخلود لأهل الجنة مشاركةً لله سبحانه في البقاء السرمدي؟
ج)
لا، كما أن الحياة التي يحياها الأحياء ليست تقتضي مشاركته تعالى في الحياة، لأنها ناقصة ومجعولة.
فكذا الآخرية التي للإنسان، ناقصة مجعولة، ليست كاملة ذاتية.
وبينة ذلك أن حياة الإنسان سبقت بموت، فلم تكن حياته تامة ولا غنية بالذات، وكذا آخرية الإنسان ليست تامة ولا ذاتية، لأن كل حي كتب عليه الموت، فهو ملحوق بغيره يكون خلفه وعاقبته وآخره، والله تعالى آخر بعده، ثم هو آخرآخر حي فان، فتحقق أن الله آخر كل حي، ولا يتحقق أن حيا آخر بعد الله تعالى، ولذا ينادي الحق تعالى بذلك كما ثبت في الحديث الإلهي أنه ينادي فيهم قبل القيامة لمن الملك اليوم، ولذلك وصف تعالى نفسه بالوارث، فإن الوارث حقيقته الخالف الآخِر، فالوارث حقا هو الله تعالى لأنه آخر كل حي، وإليه يؤول الملك فينادي به عليهم ليظهر حقيقة ما كان مستورا بالغرور، ولذا اختص بوصف ملكية يوم القيامة لزوال الأغيار عن الاعتبار بالاغترار بالملك العاجل الظاهر. فهذا في الجملة نقصان آخرية غيره.
ثم كونه ليس ذاتيا بل مجعول = فهذا واضح لأنه بالخلق الإلهي والإمداد الدائم. ثم إنه مع التسليم أن الأولية المطلق والآخرية المطلقة من الكمال الإلهي المطلق، إلا أن تمام الكمال المراد في الأولية والآخرية هو حصول ذلك الاجتماع بينهما، ولذا يرى بعض العلماء أنه ينمبغي الجمع بينهما في الوصف فيقال الأول والآخر معا، وذلك لأن هذا الاجتماع يعني ثبوته وتحققه تحققا كاملا واجبا غنيا في نفسه محيطا بالوجود والموجود من أطرافه، زمانا، كما هو مكانا، كما هو علما، وحكمة، وقدرة، ورحمة، وغير ذلك، كما قال: وسعت كل شيء رحمة وعلما، فهو بكل شيء محيط، بجميع الاعتبارات، تبارك وتعالى.
BY قناة الشيخ / عمرو بسيوني
Share with your friend now:
tgoop.com/amr_basioni/1160