tgoop.com/ansarmagazine/3116
Last Update:
"أنا قلت وأكرر: إن كنا نخشى الموت، فنحن نخشى الموت على فراشنا كما يموت البعير، نخشى أن نموت في حوادث الطرق، أو بجلطة دماغية، أو بسكتة قلبية، لكننا لا نخشى أن نُقتل في سبيل ديننا، وفي سبيل وطننا، وفي سبيل مقدساتنا، فدماؤنا وأرواحنا ليست أغلى من دماء وأرواح أصغر شهيد قدّم روحه الغالية في سبيل هذا الوطن وهذا الدين وهذه المقدسات".
القائد #يحيى_السنوار في لقاء في برنامج (من النكبة.. إلى العودة) عام 2018 على قناة الجزيرة.
وكأن هذا المعنى كان حاضراً على الدوام في ذهن وعقل المجاهد البطل القائد المغوار يحيى السنوار -تقبله الله- يهتم له، وينشغل به، فقد تواتر في كثير من لقاءاته وكلماته المأثورة، بعبارات مختلفة، تفيد في مجملها حرصه الشديد على نيل الشهادة في الميدان، مجاهداً في سبيل دينه، ومقاوماً لتحرير وطنه ومقدساته.
وجاءت تلك اللحظة التي طالما تمناها -ويتمناها كل مجاهد- وذلك في عصر يوم الأربعاء الموافق 16 أكتوبر 2024، حين اشتبك القائد الشهيد واثنان من رفاقه مع مجموعة من جنود العدو من اللواء 828 العامل في منطقة (تل السلطان) بـ(رفح)، ليرتقي على إثر هذا الاشتباك القائد يحيى السنوار شهيداً إلى ربه، في ملحمة بطولية ومشاهد وأحداث أسطورية، قدّر الله لها الخلود والبقاء حية في وجدان الأمة وذاكرة الأجيال.
سعى الاحتلال سعياً حثيثاً منذ السابع من أكتوبر المجيد إلى الوصول إلى القائد يحيى السنوار بصفته مهندس معركة (الطوفان) وقائدها، لكنه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً على مدار أكثر من عام، وحين حانت اللحظة المقدرة، لم يكن السنوار مختبئاً في الأنفاق، ولا محيطاً نفسه بالمتفجرات وأسرى العدو -ولو فعل ذلك فإنه لا يعيبه بطبيعة الحال- كما لم يكن وسط المدنيين يتخذهم دروعاً بشرية، كما دأبت على افتراء ذلك أبواق النفاق، بل كان في أشد جبهات الاشتباك مع العدو، في منطقة خالية من السكان منذ أكثر من خمسة أشهر قبل استشهاده، ثم يكون قتاله لهم ومواجهته لجنودهم بجسارة غير مسبوقة، فيصيب منهم ببندقيته، ثم يردهم بقنابله اليدوية على الرغم من جسده المثخن بالجراح، حتى قصفوه بالدبابات، ثم أرسلوا طائرة الاستطلاع لترصد نتيجة القصف، لنرى جميعاً بعيونها بطلنا قد جلس على كرسي، مثخناً بالجراح، مضرجاً بالدماء، ملثماً كي لا يُعرَف، فيسعون في أخذه أسيراً، مفضلاً الشهادة على محاولة الاختباء أو الوقوع في الأسر، ثم يرمي طائرتهم بعصاه الخالدة، في رمزية أسطورية على مثابرته في قتال عدوه حتى الرمق الأخير، ولو بالعصا، وما دون العصا.
وكان من بين المشاهد التي لفتت الأنظار إليها بعد اكتشاف العدو أنه قتل يحيى السنوار (بالصدفة)، هو ما نُشر من صور المقتنيات التي كانت بحوزة الشهيد القائد -تقبله الله- وفي السطور القادمة نقف سوياً مع أبرز هذه المقتنيات في خواطر ودروس مختصرة.
الكلاشنكوف AK-47
كان من أبرز ما تركه القائد أبو إبراهيم هو سلاحه الشخصي (الكلاشنكوف)، ويُعد سلاح الكلاشنكوف، أوAK-47، أحد أشهر الأسلحة في حروب العصابات، وهو بندقية هجومية صممها المهندس العسكري (ميخائيل كلاشنكوف) في الاتحاد السوفيتي عام 1947م، ويتميز هذا السلاح ببنائه القوي وقلة أعطاله، مع بساطته وسهولة صيانته وفكه وتركيبه وتنظيفه، مما يجعله سلاحًا فعالًا في البيئات الصعبة، مع كفاءة عالية في العمل والأداء في الظروف المناخية المختلفة، وقد وُجد ضمن مقتنيات القائد السنوار مخزنين للذخيرة، كل منهما سعة 30طلقة، ويستخدم الكلاشنكوف ذخيرة من عيار 7.62×39 ملم، وهي ذخيرة قوية توفر اختراقاً عالياً ومدى مؤثراً يصل إلى حوالي 400 متر، ويتميز هذا العيار بفعاليته في الاشتباكات القريبة والمتوسطة، ويمنح السلاح قوة ارتداد معتدلة نسبياً، مما يسهل على المقاتلين التحكم به في ظروف القتال المتنوعة، ولهذه الأسباب يُعد (الكلاشنكوف) السلاح الرسمي لأغلب الجماعات المسلحة حول العالم.
وبالنظر إلى السلاح الشخصي لأي مقاتل فإنه يمثل أكثر من مجرد أداة للقتال؛ فهو يعتبر امتداداً لقوته ورمزاً لإصراره على الدفاع عن نفسه ومبادئه، والسلاح في المعركة يمنح صاحبه شعورًا بالثقة والأمان والسيطرة الميدانية، من خلال القدرة على الاشتباك ورد الاعتداء وعدم الوقوع في الأسر ما دامت يده قابضة على سلاحه.
ويُعد سلاح الكلاشنكوف في الحروب الحديثة بمثابة السيف في الحروب القديمة، إذ هو سلاح قتال شخصي، يستخدم في الالتحامات المباشرة بين الأفراد، وكان رسول الله ﷺ وأصحابه يحرصون على اقتناء السيوف الجيدة، ويعتنون بها عناية خاصة، وقد كان لرسول الله ﷺ تسعة أسياف، وكان لكثير من قادة الصحابة وفرسانهم عدد من الأسياف المشهورة بأسمائها، وكما أن أشهر سيوف العرب قديماً هو "صمصامة عمرو" فإن بندقية السنوار تستحق أن تكون هي أكرم سلاح لمقاومٍ في هذا العصر.
BY مجلة أنصار النبي ﷺ
Share with your friend now:
tgoop.com/ansarmagazine/3116