ANSARMAGAZINE Telegram 3117
ولقد كان رجال هذه الأمة عبر تاريخها يملكون أسلحتهم القتالية الشخصية، ويجيدون استخدامها بمهارة وكفاءة عالية، ليكونوا دائماً على أهبة الاستعداد للنفير في سبيل الله متى دعا داعي الجهاد، ولتكون سيوفهم أداة إقامة الحق، ودفع الظلم، وصون الحرمات، حتى جاءت الدولة الحديثة، فجردت الأمة من سلاحها، لتحتكر هي حق تصنيعه وحيازته واستخدامه، ليسهل عليها إخضاع الناس والبطش بهم، دون أن يكون لها رادع من سيف يُرفع أو رمح يُشرع.

المسدس (غلوك)

من أشهر صور القائد الشهيد السنوار -تقبّله الله- صورته وهو يضع مسدساً من نوع (غلوك) مزودا بكاتم صوت في حزامه، وهو على منصة احتفالية في إحدى المؤتمرات الشعبية، كما تفاخر بهذا المسدس رافعاً إياه في كثير من المناسبات، والسبب في ذلك يعود لقصة هذا المسدس.

المسدس يعود لضابط القوات الخاصة الإسرائيلي الدرزي محمود خير الدين، وهو ضابط برتبة (مقدم) يعمل في وحدة (ميتكال) التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وتُعد وحدة (ميتكال) التي تأسست عام 1957م من نخبة الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي، إذ تركز على استقطاب أفراد يتمتعون بقدرات جسدية وذهنية عالية، ويخضعون لتدريبات صارمة، وتتمثل مهامها الأساسية في جمع المعلومات الاستخباراتية، والقيام بمهام استطلاعية خلف خطوط العدو، وفي إحدى هذه المهام التي كان يقوم بها المقدم محمود خير الدين على رأس مجموعة متخفية من 7 أفراد في خان يونس عام 2018، استطاعت كتيبة خان يونس بقيادة الشيخ الشهيد نور بركة كشف المجموعة وإفشال مهمتها والاشتباك معها، حيث قُتل قائد المجموعة الإسرائيلية وغنم المجاهدون مسدسه، ليقتنيه القائد السنوار، ويتفاخر به أمام العدو في رسالة مفادها أننا أفشلنا مهمتكم، وسنفشلها على الدوام.
ظهر المسدس قريباً من جثمان الشهيد القائد في الصور التي نشرها الاحتلال، وكأني به يتمسك به في لحظاته الأخيرة، فقد كان أثيراً على نفسه، إذ هو غنيمة من عدوه، وحين يكون السلاح غنيمة من العدو، فإن لذلك شعوراً خاصاً في نفس المجاهد، ويذكرني ذلك بسيف رسول الله ﷺ "ذي الفقار" الذي تنفله يوم بدر، وكان لا يكاد يفارقه، وهو الذي أُرِيَ فيه الرؤيا يوم أُحد، ودخل به مكة يوم الفتح وهو مرصعٌ بالذهب والفضة -كما أورد كل ذلك ابن القيم في زاد المعاد-، فكأني بالقائد السنوار وهو لا يكاد يفارق مسدسه يتمثل هدي رسول الله ﷺ مع سيفه ذي الفقار.

يختلف المسدس عن الكلاشنكوف في كونه صغير الحجم، حيث يُمثل رفيق المجاهد والمقاوم دائماً، سواء في بيئة العمليات أو خارجها، ويتميز بسهولة حمله وإخفائه تحت الثياب، وسرعة إشهاره واستخدامه عند الضرورة، وهو فعال في المواجهات القريبة، ويضمن إصابات دقيقة من المسافات القصيرة، في حال كان حامله متمرساً، ويُعد جزءاً لا يتجزأ من عتاد الأمان والمفاجأة.
ومسدس القائد السنوار هو من نوع (غلوك) النمساوي الشهير، والذي يتميز بخفة وزنه ومتانته، مع تصميم مقاوم للصدأ، وهو معروف بقوته ودقته وسهولة صيانته، لذلك فإنه يعد من أفضل مسدسات الحماية الشخصية في العالم.

ولعل أقرب الأسلحة شبهاً بالمسدس من التراث الحربي هو الخنجر، فقد كان سلاحًا جانبيًا خفيفًا يمكن حمله وإخفاؤه بسهولة، مثل المسدس اليوم، كما كان يُستخدم في الدفاع عن النفس في الالتحامات المباشرة القريبة، حيث يمنح المقاتل فرصة للرد بسرعة في لحظات الخطر، كما ارتبط الخنجر بروح الشجاعة والجاهزية للحماية، كما المسدس في عصرنا الحالي رمزاً للحماية الشخصية والأمن والدفاع الذاتي.

ولئن عجز رجال الأمة اليوم عن امتلاك أسلحة القتال الشخصية التي تمكنهم من الجهاد في سبيل الله، ورفع الظلم عن المسلمين، فليس أقل من اقتناء وإجادة استخدام أسلحة الحماية الشخصية، التي يدفع بها المسلم عن نفسه وحريمه، أن تمتد إليهم يد البغي والظلم والعدوان.

الجعبة

من أكثر التعليقات رواجاً عن الشهيد السنوار تقبله الله مع بداية نشر صور جثمانه الأولى، أنه قُتل وهو يرتدي جعبته، والجعبة هي وعاء الذخيرة، فكانت قديماً وعاءً من جلد توضع فيه السهام، ويعلقها الفارس على ظهره أو في سرج فرسه، وهي اليوم صديري -من القماش غالباً- يرتديه المقاتل، وقد جعلت فيها أماكن خاصة لمخازن الذخيرة والقنابل اليدوية، وأحياناً لمزيد من معدات ولوازم القتال، كمواد الإسعافات الأولية وغيرها.

والجعبة للمقاتل اليوم، كما كنانة السهام وحمائل السيوف والخناجر قديماً، يستخدمها لحمل مخازن الرصاص وأدوات القتال الضرورية، فتكون كأنها رفيقة صامتة للمقاتل في خضم المعركة، تضم في طياتها كل ما يحتاجه من ذخيرة وقوة، تنظم له أدواته، وتتيح له الوصول السريع إليها، وكأنها شريكة في دقة الحركة وسرعة الاستجابة، يرتديها المقاتل كجزءٍ من روحه، ويستمد منها شعور الثبات والدفء، إذ تبقى معه دومًا كأمينة على احتياجاته في لحظات المواجهة الصعبة.



tgoop.com/ansarmagazine/3117
Create:
Last Update:

ولقد كان رجال هذه الأمة عبر تاريخها يملكون أسلحتهم القتالية الشخصية، ويجيدون استخدامها بمهارة وكفاءة عالية، ليكونوا دائماً على أهبة الاستعداد للنفير في سبيل الله متى دعا داعي الجهاد، ولتكون سيوفهم أداة إقامة الحق، ودفع الظلم، وصون الحرمات، حتى جاءت الدولة الحديثة، فجردت الأمة من سلاحها، لتحتكر هي حق تصنيعه وحيازته واستخدامه، ليسهل عليها إخضاع الناس والبطش بهم، دون أن يكون لها رادع من سيف يُرفع أو رمح يُشرع.

المسدس (غلوك)

من أشهر صور القائد الشهيد السنوار -تقبّله الله- صورته وهو يضع مسدساً من نوع (غلوك) مزودا بكاتم صوت في حزامه، وهو على منصة احتفالية في إحدى المؤتمرات الشعبية، كما تفاخر بهذا المسدس رافعاً إياه في كثير من المناسبات، والسبب في ذلك يعود لقصة هذا المسدس.

المسدس يعود لضابط القوات الخاصة الإسرائيلي الدرزي محمود خير الدين، وهو ضابط برتبة (مقدم) يعمل في وحدة (ميتكال) التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وتُعد وحدة (ميتكال) التي تأسست عام 1957م من نخبة الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي، إذ تركز على استقطاب أفراد يتمتعون بقدرات جسدية وذهنية عالية، ويخضعون لتدريبات صارمة، وتتمثل مهامها الأساسية في جمع المعلومات الاستخباراتية، والقيام بمهام استطلاعية خلف خطوط العدو، وفي إحدى هذه المهام التي كان يقوم بها المقدم محمود خير الدين على رأس مجموعة متخفية من 7 أفراد في خان يونس عام 2018، استطاعت كتيبة خان يونس بقيادة الشيخ الشهيد نور بركة كشف المجموعة وإفشال مهمتها والاشتباك معها، حيث قُتل قائد المجموعة الإسرائيلية وغنم المجاهدون مسدسه، ليقتنيه القائد السنوار، ويتفاخر به أمام العدو في رسالة مفادها أننا أفشلنا مهمتكم، وسنفشلها على الدوام.
ظهر المسدس قريباً من جثمان الشهيد القائد في الصور التي نشرها الاحتلال، وكأني به يتمسك به في لحظاته الأخيرة، فقد كان أثيراً على نفسه، إذ هو غنيمة من عدوه، وحين يكون السلاح غنيمة من العدو، فإن لذلك شعوراً خاصاً في نفس المجاهد، ويذكرني ذلك بسيف رسول الله ﷺ "ذي الفقار" الذي تنفله يوم بدر، وكان لا يكاد يفارقه، وهو الذي أُرِيَ فيه الرؤيا يوم أُحد، ودخل به مكة يوم الفتح وهو مرصعٌ بالذهب والفضة -كما أورد كل ذلك ابن القيم في زاد المعاد-، فكأني بالقائد السنوار وهو لا يكاد يفارق مسدسه يتمثل هدي رسول الله ﷺ مع سيفه ذي الفقار.

يختلف المسدس عن الكلاشنكوف في كونه صغير الحجم، حيث يُمثل رفيق المجاهد والمقاوم دائماً، سواء في بيئة العمليات أو خارجها، ويتميز بسهولة حمله وإخفائه تحت الثياب، وسرعة إشهاره واستخدامه عند الضرورة، وهو فعال في المواجهات القريبة، ويضمن إصابات دقيقة من المسافات القصيرة، في حال كان حامله متمرساً، ويُعد جزءاً لا يتجزأ من عتاد الأمان والمفاجأة.
ومسدس القائد السنوار هو من نوع (غلوك) النمساوي الشهير، والذي يتميز بخفة وزنه ومتانته، مع تصميم مقاوم للصدأ، وهو معروف بقوته ودقته وسهولة صيانته، لذلك فإنه يعد من أفضل مسدسات الحماية الشخصية في العالم.

ولعل أقرب الأسلحة شبهاً بالمسدس من التراث الحربي هو الخنجر، فقد كان سلاحًا جانبيًا خفيفًا يمكن حمله وإخفاؤه بسهولة، مثل المسدس اليوم، كما كان يُستخدم في الدفاع عن النفس في الالتحامات المباشرة القريبة، حيث يمنح المقاتل فرصة للرد بسرعة في لحظات الخطر، كما ارتبط الخنجر بروح الشجاعة والجاهزية للحماية، كما المسدس في عصرنا الحالي رمزاً للحماية الشخصية والأمن والدفاع الذاتي.

ولئن عجز رجال الأمة اليوم عن امتلاك أسلحة القتال الشخصية التي تمكنهم من الجهاد في سبيل الله، ورفع الظلم عن المسلمين، فليس أقل من اقتناء وإجادة استخدام أسلحة الحماية الشخصية، التي يدفع بها المسلم عن نفسه وحريمه، أن تمتد إليهم يد البغي والظلم والعدوان.

الجعبة

من أكثر التعليقات رواجاً عن الشهيد السنوار تقبله الله مع بداية نشر صور جثمانه الأولى، أنه قُتل وهو يرتدي جعبته، والجعبة هي وعاء الذخيرة، فكانت قديماً وعاءً من جلد توضع فيه السهام، ويعلقها الفارس على ظهره أو في سرج فرسه، وهي اليوم صديري -من القماش غالباً- يرتديه المقاتل، وقد جعلت فيها أماكن خاصة لمخازن الذخيرة والقنابل اليدوية، وأحياناً لمزيد من معدات ولوازم القتال، كمواد الإسعافات الأولية وغيرها.

والجعبة للمقاتل اليوم، كما كنانة السهام وحمائل السيوف والخناجر قديماً، يستخدمها لحمل مخازن الرصاص وأدوات القتال الضرورية، فتكون كأنها رفيقة صامتة للمقاتل في خضم المعركة، تضم في طياتها كل ما يحتاجه من ذخيرة وقوة، تنظم له أدواته، وتتيح له الوصول السريع إليها، وكأنها شريكة في دقة الحركة وسرعة الاستجابة، يرتديها المقاتل كجزءٍ من روحه، ويستمد منها شعور الثبات والدفء، إذ تبقى معه دومًا كأمينة على احتياجاته في لحظات المواجهة الصعبة.

BY مجلة أنصار النبي ﷺ


Share with your friend now:
tgoop.com/ansarmagazine/3117

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The group also hosted discussions on committing arson, Judge Hui said, including setting roadblocks on fire, hurling petrol bombs at police stations and teaching people to make such weapons. The conversation linked to arson went on for two to three months, Hui said. With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language. Public channels are public to the internet, regardless of whether or not they are subscribed. A public channel is displayed in search results and has a short address (link). The administrator of a telegram group, "Suck Channel," was sentenced to six years and six months in prison for seven counts of incitement yesterday. To upload a logo, click the Menu icon and select “Manage Channel.” In a new window, hit the Camera icon.
from us


Telegram مجلة أنصار النبي ﷺ
FROM American