ANSARMAGAZINE Telegram 3713
تُرى ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم يثُر العرب على الأتراك؟

إن الثورة العربية أسهمت بقوة وعمق في انتصار الإنجليز وحلفائهم، لقد تحول الموقف في سيناء بعد الثورة العربية، فإن قسماً من الجند المعدّ للهجوم على قناة السويس كان يتكون من متطوعة الحجاز والقبائل العربية، وقد تصرم حبل هؤلاء، فأصبحوا في صفوف أعداء الأتراك، وإن عدداً كبيراً من ضباط العرب الذين أسرهم الإنجليز من الجيش التركي في حملة القناة الأولى، سرعان ما أعلن رغبته في المقاتلة إلى جانب قوات العرب الثائرة.

ويقول جمال باشا حاكم الشام، وقائد الجيش التركي في تلك المنطقة، والسفاح الذي أضرم نار الحقد في نفوس العرب بسفكه الدماء وتشريده الأسر.. يقول: "كان جل همي في ذلك الوقت (فبراير/شباط 1916م) أن أعمل لحمل (الشريف) على إرسال كتيبة بقيادة أحد أبنائه، وأصبحت يوم (2 یونیو/حزیران 1916م) أمام ثورة الشريف التي كانت ضربة قاضية على حملة القناة. واتضح بعد ذلك من تاريخ آخر خطاب أرسله الشريف إلى الإنجليز ومن إنشائهم الاستحكامات عند الضفة الشرقية، أن الإنجليز لم يقرروا العبور أو بدء الهجوم على فلسطين إلا بعد أن استوثقوا من الشريف، وتأكدوا أن ثورته ستضطرنا إلى اتخاذ تدابير خاصة لحماية الحجاز وأن تسحب من فلسطين بعض قواتها".

بل إن الحلفاء أنفسهم يقررون أن تلك الثورة أسرعت بالنصر لهم، وفي (28 يوليو /تموز 1918م) قال القائد البريطاني العام اللورد (اللنبي) في تقريره لوزارة الحربية :
"أشكر لجلالة الحسين بن علي ملك الحجاز إخلاصه العظيم لقضية الحلفاء، ولا أملك نفسي عن توجيه عاطر الثناء إلى سمو الأمير فيصل لما أظهره من براعة في القيادة، وعلى إخلاصه القلبي وعلى ما أبداه من بسالة ومهارة في الأعمال العسكرية التي قام بها الجيش العربي، وقد ساعدتْ الحلفاء مساعدة كبيرة في الحصول على نتائج فاصلة في الحرب".

وقال اللنبي في تقرير آخر :"لقد ساعدنا الجيش العربي مساعدة عظيمة القيمة، بقطع مواصلات العدو قبل القتال، وبمنعه فرار جانب من الجيش العثماني الرابع، وأنزل بالعدو خسارة كبيرة أثناء الزحف على دمشق".

وتلك براءة الوسام الفرنسي إلى فيصل الممنوحة له من المسيو (كليمنصو) تقرر :
"لقد ساعد الحلفاء، ولازم جنوده، ونظم الهجمات الحربية، وأدار جبهة كبيرة، وأسر عدداً كبيراً من الأسرى، واشترك في تمزيق شمل الجيش الرابع والجيش السابع والجيش الثامن من العثمانيين، ودخل مع الحلفاء دمشق وحلب في منتهى الجراءة والإقدام".

وذلك أن (لورنس) البريطاني الذي عُرف في التاريخ بمرافقته للجيش العربي الثائر يقرر :
"كلنا يعرف أن فيصل بذل جهداً كبيراً في نشر ألوية الثورة التي أعلنت في مكة، وبفضل بسالته وحكمته أسدت هذه الثورة أعظم خدمة للحلفاء في ميدان فلسطين، وقد تم للجيش العربي أسر 35 ألف جندي تركي، وأخرج عدداً لا يقل عن هذا العدد من خطوط القتال، واستولي على ما مساحته مائة ألف ميل مربع من الأراضي، ولقد أدى العرب هذه الخدمة في زمن كنا في أشد الحاجة إليها، فنحن مدينون لهم".

ويتحدث مدير المخابرات التركية في الجيش الرابع عن إحدى المعارك، فيقول :"ومشى مشاة الترك إلى الجبل تحت حماية المدفعية، ويتقدمهم كمال بك ممتشقاً حسامه، يضرم في صدورهم نيران الحماسة، فصمد العرب لهم ونازلوهم منازلة الأبطال، وقد أظهر الفريقان من البسالة والبطولة ما يحير العقول، وبدأت المجزرة الكبرى حينما بلغ الترك خنادق العرب، ودار قتال بالسلاح الأبيض، وجرح كمال بك للمرة الرابعة عشرة، وسقط من الترك 200 قتيل وجريح، واستولى العرب على مستشفى الجرحى الترك لأننا عجزنا عن إنقاذه أثناء انسحابنا".

ويقول المارشال (ليمان فون ساندرس) القائد العام للجيوش التركية في بلاد العرب وهو يشرح أسباب انهزام تركيا في مذكراته بعد الحرب :
"لقد أدت الثورة العربية خدمات عظيمة للجيش البريطاني خلال تقدمه في شبه جزيرة سيناء، فكان الإنجليز آمنين مطمئنين يفعلون ما يشاؤون، كأنهم في داخل بلادهم، بعكس الترك الذين حاربهم أهل البلاد وملوهم، فكانوا يسوقون جيوشهم كأنهم في بلاد معادية لهم".
وقال كاتب تركي استشهد به صاحب کتاب "الثورة العربية الكبرى":
"ولولا وجود جيش عربي وقف موقف العداء من الترك في جزيرة العرب في ساحة حربية طولها ألف كيلومتر، لما تم للجيش البريطاني إحراز ما أحرزه من النصر بهذه السرعة العظيمة، وإلى الجيش العربي يعود الفضل في بلوغ الإنجليز قلب البلاد العربية واحتلال القدس، والمرابطة أمام السلط وجناحهم الأيسر مكشوف، ولولا جيش العرب لالتف الترك على الجيش البريطاني، وأجبروه على التراجع".

هذه بيانات عديدة تحوي بعضها الإشادة بحركة العرب الثورية، وأثرها في نصر الحلفاء، وهي بيانات جاءت من مصادر مختلفة، بعضها من الحلفاء الذين ناصرناهم، وبعضها من المسلمين الأتراك الذين حاربناهم .



tgoop.com/ansarmagazine/3713
Create:
Last Update:

تُرى ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم يثُر العرب على الأتراك؟

إن الثورة العربية أسهمت بقوة وعمق في انتصار الإنجليز وحلفائهم، لقد تحول الموقف في سيناء بعد الثورة العربية، فإن قسماً من الجند المعدّ للهجوم على قناة السويس كان يتكون من متطوعة الحجاز والقبائل العربية، وقد تصرم حبل هؤلاء، فأصبحوا في صفوف أعداء الأتراك، وإن عدداً كبيراً من ضباط العرب الذين أسرهم الإنجليز من الجيش التركي في حملة القناة الأولى، سرعان ما أعلن رغبته في المقاتلة إلى جانب قوات العرب الثائرة.

ويقول جمال باشا حاكم الشام، وقائد الجيش التركي في تلك المنطقة، والسفاح الذي أضرم نار الحقد في نفوس العرب بسفكه الدماء وتشريده الأسر.. يقول: "كان جل همي في ذلك الوقت (فبراير/شباط 1916م) أن أعمل لحمل (الشريف) على إرسال كتيبة بقيادة أحد أبنائه، وأصبحت يوم (2 یونیو/حزیران 1916م) أمام ثورة الشريف التي كانت ضربة قاضية على حملة القناة. واتضح بعد ذلك من تاريخ آخر خطاب أرسله الشريف إلى الإنجليز ومن إنشائهم الاستحكامات عند الضفة الشرقية، أن الإنجليز لم يقرروا العبور أو بدء الهجوم على فلسطين إلا بعد أن استوثقوا من الشريف، وتأكدوا أن ثورته ستضطرنا إلى اتخاذ تدابير خاصة لحماية الحجاز وأن تسحب من فلسطين بعض قواتها".

بل إن الحلفاء أنفسهم يقررون أن تلك الثورة أسرعت بالنصر لهم، وفي (28 يوليو /تموز 1918م) قال القائد البريطاني العام اللورد (اللنبي) في تقريره لوزارة الحربية :
"أشكر لجلالة الحسين بن علي ملك الحجاز إخلاصه العظيم لقضية الحلفاء، ولا أملك نفسي عن توجيه عاطر الثناء إلى سمو الأمير فيصل لما أظهره من براعة في القيادة، وعلى إخلاصه القلبي وعلى ما أبداه من بسالة ومهارة في الأعمال العسكرية التي قام بها الجيش العربي، وقد ساعدتْ الحلفاء مساعدة كبيرة في الحصول على نتائج فاصلة في الحرب".

وقال اللنبي في تقرير آخر :"لقد ساعدنا الجيش العربي مساعدة عظيمة القيمة، بقطع مواصلات العدو قبل القتال، وبمنعه فرار جانب من الجيش العثماني الرابع، وأنزل بالعدو خسارة كبيرة أثناء الزحف على دمشق".

وتلك براءة الوسام الفرنسي إلى فيصل الممنوحة له من المسيو (كليمنصو) تقرر :
"لقد ساعد الحلفاء، ولازم جنوده، ونظم الهجمات الحربية، وأدار جبهة كبيرة، وأسر عدداً كبيراً من الأسرى، واشترك في تمزيق شمل الجيش الرابع والجيش السابع والجيش الثامن من العثمانيين، ودخل مع الحلفاء دمشق وحلب في منتهى الجراءة والإقدام".

وذلك أن (لورنس) البريطاني الذي عُرف في التاريخ بمرافقته للجيش العربي الثائر يقرر :
"كلنا يعرف أن فيصل بذل جهداً كبيراً في نشر ألوية الثورة التي أعلنت في مكة، وبفضل بسالته وحكمته أسدت هذه الثورة أعظم خدمة للحلفاء في ميدان فلسطين، وقد تم للجيش العربي أسر 35 ألف جندي تركي، وأخرج عدداً لا يقل عن هذا العدد من خطوط القتال، واستولي على ما مساحته مائة ألف ميل مربع من الأراضي، ولقد أدى العرب هذه الخدمة في زمن كنا في أشد الحاجة إليها، فنحن مدينون لهم".

ويتحدث مدير المخابرات التركية في الجيش الرابع عن إحدى المعارك، فيقول :"ومشى مشاة الترك إلى الجبل تحت حماية المدفعية، ويتقدمهم كمال بك ممتشقاً حسامه، يضرم في صدورهم نيران الحماسة، فصمد العرب لهم ونازلوهم منازلة الأبطال، وقد أظهر الفريقان من البسالة والبطولة ما يحير العقول، وبدأت المجزرة الكبرى حينما بلغ الترك خنادق العرب، ودار قتال بالسلاح الأبيض، وجرح كمال بك للمرة الرابعة عشرة، وسقط من الترك 200 قتيل وجريح، واستولى العرب على مستشفى الجرحى الترك لأننا عجزنا عن إنقاذه أثناء انسحابنا".

ويقول المارشال (ليمان فون ساندرس) القائد العام للجيوش التركية في بلاد العرب وهو يشرح أسباب انهزام تركيا في مذكراته بعد الحرب :
"لقد أدت الثورة العربية خدمات عظيمة للجيش البريطاني خلال تقدمه في شبه جزيرة سيناء، فكان الإنجليز آمنين مطمئنين يفعلون ما يشاؤون، كأنهم في داخل بلادهم، بعكس الترك الذين حاربهم أهل البلاد وملوهم، فكانوا يسوقون جيوشهم كأنهم في بلاد معادية لهم".
وقال كاتب تركي استشهد به صاحب کتاب "الثورة العربية الكبرى":
"ولولا وجود جيش عربي وقف موقف العداء من الترك في جزيرة العرب في ساحة حربية طولها ألف كيلومتر، لما تم للجيش البريطاني إحراز ما أحرزه من النصر بهذه السرعة العظيمة، وإلى الجيش العربي يعود الفضل في بلوغ الإنجليز قلب البلاد العربية واحتلال القدس، والمرابطة أمام السلط وجناحهم الأيسر مكشوف، ولولا جيش العرب لالتف الترك على الجيش البريطاني، وأجبروه على التراجع".

هذه بيانات عديدة تحوي بعضها الإشادة بحركة العرب الثورية، وأثرها في نصر الحلفاء، وهي بيانات جاءت من مصادر مختلفة، بعضها من الحلفاء الذين ناصرناهم، وبعضها من المسلمين الأتراك الذين حاربناهم .

BY مجلة أنصار النبي ﷺ


Share with your friend now:
tgoop.com/ansarmagazine/3713

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Telegram message that reads: "Bear Market Screaming Therapy Group. You are only allowed to send screaming voice notes. Everything else = BAN. Text pics, videos, stickers, gif = BAN. Anything other than screaming = BAN. You think you are smart = BAN. Among the requests, the Brazilian electoral Court wanted to know if they could obtain data on the origins of malicious content posted on the platform. According to the TSE, this would enable the authorities to track false content and identify the user responsible for publishing it in the first place. Telegram Android app: Open the chats list, click the menu icon and select “New Channel.” fire bomb molotov November 18 Dylan Hollingsworth yau ma tei
from us


Telegram مجلة أنصار النبي ﷺ
FROM American