tgoop.com/arte_iq/3745
Last Update:
الأدب المقارن للأطفال: نظريات ومنهجيات
إيمير اوسيليفان
ترجمة: زينب عبَّاس
إن التغيير الأكثر لفتاً للانتباه في ثقافة الأطفال، بما في ذلك أدب الأطفال، هو تجاريتهُ وعولمتهُ خلال العقود القليلة الماضية. تُهيمن على صناعة كُتب الأطفال في الولايات المتحدة، وهي السوق الرائدة، وعلى نحوٍ متزايد، قلَّة قليلة من شركات الإعلام الكُبرى، والتي تُشكل عمليات النشر فيها قسمًا صغيرًا من أعمالها الترفيهية، ونتيجةً لِذلك، كما يُلاحظ دانييل هاد، "تُحدد السوق الجماهيرية الكبرى الكتب التي ستُستمر، وبالتالي تُصبح كُتب الأطفال أقل المواضيع ثقافةً وفكراً وأكثرها ترفيهًا يبحثُ فيها عن جاذبية جماهيرية واسعة".
ويُعتبر تأثير هذه الشركات العملاقة متعددة الوسائط تأثيرًا هائلاً، فهم يصنعون سلعاً للأطفال على نطاقٍ واسع، ويبيعون منتجاتهم خارج حدود الدول الفردية، ويترتب على ذلك تغيير وعولمة ما كان في يوم من الأيام مُقتصراً على ثقافات الأطفال على الصعيد الإقليمي، وكمجالٍ ينخرط في ظواهر تتجاوز الحدود الثقافية واللغوية، وكذلك السياقات الاجتماعية والأدبية واللغوية المحددة، يُعد الأدب المقارن للأطفال موضعاً طبيعيًا لاستخلاص تداعيات هذهِ التطورات الأخيرة.
ولذلك، تُشَكِّلُ مواجهة وتحليل عولمة أدب الأطفال و"العولمة المحلية" المصاحبة لها تحديًا للأدب المقارن للأطفال، فهو موجود في الجدلية بين الظاهرة العالمية ووحدة الشكل، من جهة، وإحياء المحلية، من جهة أخرى.
وتبدأ آنا كاتريرا غوتييريز في معالجة هذا التحدي عندما تستكشف العلاقة بين العولمة المحلية وتشكيل الهوية الوطنية في إعادة رواية أربعة حكايات خرافية فلبينية من سلسلة لولا باسيانغ "حكايات الجدة باسيانغ" لسيفرينو رايز.
حيث إنها تظهر كيف تحمل الحكايات تقليدًا للاستيلاء و الإحياء، حيث تُحوّل إعادة رواية تلك الحكايات من نصوص ما بعد الاستعمار إلى نصوص محلية عالمية تُعطي صوتًا للطفل الفلبيني المحلي.
BY ياسر هدايت
Share with your friend now:
tgoop.com/arte_iq/3745