tgoop.com/askDrHakem/1220
Last Update:
قال ﷺ: "أكثِروا عليَّ من الصلاة يومِ الجمعة وليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليَّ".
📩 س/ شيخنا الكريم، حديث النبي ﷺ: (مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلاَّ رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ)
قوله: "رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي" دليل على أن الأنبياء أحياء في قبورهم كما نقل البيهقي.
فلو أتحفتمونا بتوضيح المسألة ويهمنا رأيكم؛ لأن الامر أشكل عليّ.
▫️ج/ حياك الله..
ههنا مقدمات ضرورية لفهم هذه القضية:
الأولى: أن الأنبياء بشر يموتون ويُقتلون في هذه الحياة الدنيا، كغيرهم من البشر، بنص القرآن ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾، ولما دخل أبو بكر على النبي ﷺ قال: (أما الموتة التي كتبها الله عليك فقد متها ثم لا تموت بعدها أبدا)، وقال: (أيها الناس إن محمدا قد مات..).
الثانية: أن هناك حياة برزخية بعد الموت، ينعم فيها المؤمنون في قبورهم، ويعذب فيها الكافرون، إلى حين يبعثون يوم القيامة، كما قال تعالى عن الشهداء: ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾، فنفى عنهم الموت البرزخي في قبورهم، وأثبت لهم حياة طيبة أخرى، وإن كانوا قد ماتوا في الحياة الدنيا موتا دنيويا حقيقيا، إلا أنهم أحياء حياة أخرى برزخية حقيقية، وكذا قال عن الكفار: ﴿النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة﴾ فهم يعرضون على النار في حياتهم البرزخية غدوا وعشيا إلى قيام الساعة، وبهذا تواترت الأخبار، عن الحياة البرزخية بعد الموت الدنيوي، للمؤمنين والكفار.
الثالثة: وقد ثبت أيضا أن في الحياة البرزخية نوما ويقظة، كما في الحديث الصحيح يقول الملكان للمؤمن في قبره: (نم نومة العروس، الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه).
والنوم في الحياة البرزخية كالنوم في الحياة الدنيوية يصدق عليه أنه موت أصغر، تقبض فيه الروح أثناء النوم، فإذا استيقظ الإنسان عادت إليه، كما قال تعالى: ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها﴾، وكما في الحديث عند الترمذي: (فإذا استيقظ فليقل الحمد الله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي، وأذن لي بذكره).
فالله يرد على الإنسان روحه بالاستيقاظ من النوم.
الرابعة: وقد ثبت أن للأنبياء في الحياة الدنيوية من الخصوصية ما ليس لغيرهم، وأن حياتهم البرزخية فيها أكمل من حياة غيرهم في قبورهم، والنبي محمد ﷺ أكملهم في ذلك، ومن ذلك رد روحه له عند السلام عليه، كما أنه في الحياة الدنيا تنام عيناه ولا ينام قلبه ﷺ، فلا يسلم عليه أحد إلا رد عليه، كذلك في الحياة البرزخية لا يسلم عليه أحد من أمته إلا رد عليه السلام، ورد روحه عليه يصدق على يقظته من نوم الحياة البرزخية، وهي حياة لا تقاس على الحياة الدنيوية.
وهذا الحديث يحمل على من سلم عليه ﷺ عند قبره، بخلاف من سلم عليه بعيدا عنه، كما عند النسائي: (إن لله ملائكة سياحين في الأرض، يبلغوني من أمتي السلام).
قال ابن حجر في فتح الباري ٦/ ٤٨٨: (وقد ثبت به النقل فدل ذلك على حياتهم، قلت وإذا ثبت أنهم أحياء من حيث النقل فإنه يقويه من حيث النظر كون الشهداء أحياء بنص القرآن، والأنبياء أفضل من الشهداء، ومن شواهد الحديث ما أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة رفعه وقال فيه "وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" سنده صحيح، وأخرجه أبو الشيخ في كتاب الثواب بسند جيد بلفظ "من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا بلغته"، وعند أبي داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وغيره عن أوس بن أوس رفعه في فضل يوم الجمعة "فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"، ومما يشكل على ما تقدم ما أخرجه أبو داود من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام"، ورواته ثقات ووجه الإشكال فيه أن ظاهره أن عود الروح إلى الجسد يقتضي انفصالها عنه وهو الموت، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة ...وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة).
•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
BY فتاوى وإجابات الشيخ أ.د. حاكم المطيري
Share with your friend now:
tgoop.com/askDrHakem/1220