tgoop.com/assdais/3158
Last Update:
لماذا تأخذون بالحساب في أوقات الصلاة، ولا تأخذون به في دخول الشهر والخسوف وتشترطون الرؤية؟
لأن أوقات الصلاة ربطها الشارع بوجود أسباب -طلوع الفجر، غروب الشمس، زوالها..- فمتى ما علم وجودها بأي طريقة صحيحة؛ تعين العمل بها.
أما دخول الشهر والخسوف فأسبابها هي (رؤية) ذلك نفسه، لا مجرد العلم بوقوعه.
قال القرافي مقررا هذا المعنى في كتابه «الفروق»:
«الفرق الثاني والمائة بين قاعدة أوقات الصلوات يجوز إثباتها بالحساب والآلات وكل ما دل عليها، وبين قاعدة الأهلة في الرمضانات لا يجوز إثباتها بالحساب..».
قال: «والفرق -وهو المطلوب ههنا وهو عمدة السلف والخلف- أن الله تعالى نصَب زوال الشمس سبب وجوب الظهر، وكذلك بقية الأوقات؛ لقوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس} أي: لأجله، وكذلك قوله تعالى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون}.
قال المفسرون: هذا خبر معناه الأمر بالصلوات الخمس في هذه الأوقات؛ حين تمسون: المغرب والعشاء.
وحين تصبحون: الصبح.
وعشيا: العصر.
وحين تظهرون: الظهر.
والصلاة تسمى سُبحة، ومنه: سبحة الضحى أي: صلاتها؛ فالآية أمر بإيقاع هذه الصلوات في هذه الأوقات.
وغير ذلك من الكتاب والسنة الدال على أن نفس الوقت سبب؛ فمن علم السبب بأي طريق كان لزمه حكمه، فلذلك اعتبر الحساب المفيد للقطع في أوقات الصلوات.
وأما الأهلة فلم ينصب صاحب الشرع خروجها من الشعاع سببا للصوم؛ بل رؤية الهلال خارجًا من شعاع الشمس؛ هو السبب، فإذا لم تحصل الرؤية؛ لم يحصل السبب الشرعي؛ فلا يثبت الحكم، ويدل على أن صاحب الشرع لم ينصب نفس خروج الهلال عن شعاع الشمس سببا للصوم؛ قوله صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته».
ولم يقل لخروجه عن شعاع الشمس، كما قال تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس}، ثم قال «فإن غم عليكم» أي: خفيت عليكم رؤيته؛ «فاقدروا له»، وفي رواية «فأكملوا العدة ثلاثين»؛ فنصب رؤية الهلال أو إكمال العدة ثلاثين، ولم يتعرض لخروج الهلال عن الشعاع».
BY قناة عبدالرحمن السديس
Share with your friend now:
tgoop.com/assdais/3158