tgoop.com/at6MT/4463
Last Update:
#فائدة_تأصيلية
أهمية الرجوع إلى أهل العلم:
بين الراغب أهمية الرجوع إلى أهل العلم؛ مستدلا بقوله تعالى: ﴿وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰۤ أُو۟لِی ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِینَ یَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾ [النساء ٨٣]. والاستنباط هنا منصب على مورد النص، وهذا الأمر لا يتأتى لكل أحد كما هو ظاهر من الآية، فالمستنبط : "…كل مستخرج شيئًا كان مستترا عن أبصار العيون أو عن معارف القلوب"، وهذا مختص بأهل العلم، وحينئذ كان إدراكه صعب المنال، ومن لم يؤتَ حظا من العلم والفهم؛ كيف يتسنى له ذلك؟
ولا يعني هذا أن من كان لديه قليل من العلم صار من أهل الاستنباط وأصبح قادرًا على تحرير المعاني؛ بل لا مطمع له في ذلك حتى يكون من الراسخين في العلم، ولا أدل على هذا مما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال: "كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم، قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما رئيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في: {إذا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} حتى ختم السورة-؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئا، فقال لي: يا ابن عباس أكذاك تقول ؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟
قلت: هو أجل رسول الله، أعلمه الله له: إذا جاء نصر الله والفتح فتح مكة، فذاك علامة أجلك، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم"، فهذا الاستنباط لم يتوصل إليه إلا عمر وابن عباس رضي الله عنهما.
فأهل الاستنباط أخصُ من العلماء، فكل مستنبط عالم، وليس كل عالم مستنبطا، فدرجة المستنبطين أعلى من درجة العلماء.
—————————-
شرح مقدمة تفسير الراغب الأصفهاني (١٩٦-١٩٧).
أ.د. مساعد الطيَّـار
https://www.tgoop.com/at6MT
BY قناة أ.د. مساعد الطيَّـار
Share with your friend now:
tgoop.com/at6MT/4463